الفيبروميالجيا.. اللصّ الخفي… مرض خطير يسرق صحتك في صمت و بلا إنذار
اكد د. خالد يوسف – المتخصص في علاج المناعة والإجهاد المزمن ان الفيبروميالجيا هي “اللص الخفي” الذي يتسلل إلى الحياة بهدوء، ينهك الجسد، ويستنزف طاقة المريض دون سبب واضح، بينما يبقى الجذر الحقيقي خلف ستار من الصدمات النفسية المتراكمة والتوتر غير المُدار. ويعرض رؤيته العملية التي كوّنها من خلال مئات الحالات التي تابعها:
يشير د. خالد خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك إلى أن بداية الطريق نحو التعافي تبدأ من الداخل، فغالبية المرضى مرّوا بصدمة قوية قلبت حياتهم رأساً على عقب؛ فقدان، خيانة، فراق، هم مستمر، أو صراع استنزف طاقتهم. ومن هنا ينصح كل مريض بأن يواجه تلك اللحظة بصدق، أن يتصالح مع نفسه، وأن يتوقف عن العيش في الماضي. التسامح – كما يصفه – “أول دواء”، سواء مع النفس أو مع الآخرين، ثم تدريب الجسد على التنفس العميق الذي يخفف توتر الأعصاب بدرجة ملحوظة.
ويضيف أن جزءًا كبيرًا من معاناة المصابين بالفيبروميالجيا يعود إلى شخصياتهم المرهفة. فهم – على حد وصفه – أصحاب قلوب طيبة، يحملون هموم الجميع، ويلومون أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة، ما يجعلهم ينزلقون إلى دوامة استنزاف نفسي شديد. ويؤكد أن تعلم قول “لا” ضرورة علاجية لا رفاهية، وأن الإنسان ليس مسؤولاً عن حل مشكلات العالم. “كافئ نفسك… ودلّلها”، هكذا يوجّه نصيحته لمرضاه، مؤكداً أن تخفيف الأعباء النفسية خطوة جوهرية في شفاء الألم العضلي المزمن.
أما النوم المبكر، فيراه أساساً لا يمكن تجاوزه. ويشدد على أن يكون طبيعياً بعيداً عن المهدئات، مع إمكانية الاستعانة بمشروبات عشبية لطيفة أو ميلاتونين عند الضرورة. ويشير إلى أن الإرهاق الجسدي النهاري، والذكر والاستغفار قبل النوم، عناصر تساعد على تنظيم الساعة البيولوجية وتحسين جودة النوم.
وفي جانب العلاج الحركي، يؤكد د. خالد أن جلسات العلاج الطبيعي – خصوصاً الموجات فوق الصوتية على نقاط الألم – تحدث فارقاً كبيراً. ويشجع على المشي التدريجي في الشمس، بدءاً من عشر دقائق يومياً مع زيادة بسيطة كل يوم. ويذكر أن التيبّس الصباحي يزول مع الحركة، وأنه شاهد حالات شديدة استعادت نشاطها خلال أشهر قليلة بعد التزامها بالرياضة، الساونا، والثلج، وتقليل الاعتماد على الأدوية الكيميائية تحت إشراف الطبيب.
أما التغذية فيراها محوراً لا يقل أهمية عن العلاج النفسي والحركي، ويوصي بتقليل السكر والمواد الحافظة والجلوتين، واستبدال الخبز التقليدي ببدائل تعتمد على السيليوم وبذور الكتان، إلى جانب تقليل لاكتوز الألبان. كما يلفت إلى ضرورة علاج مشكلات القناة الهضمية كالكانديدا وتسريب الأمعاء والانتفاخات، باعتبار المعدة “بيت الداء”.
وفي ما يخص المكملات، يحدد مجموعة يرى أنها تدعم المريض بقوة عند استخدامها تحت إشراف متخصص: أوميجا 3 قبل العشاء، جينكوبيلوبا لتحسين التركيز، فيتامين د بجرعات مضبوطة، مغنيسيوم وكالسيوم قبل النوم، فيتامين ب عند الحاجة فقط، أشواجندا، رويال جيلي الإسباني، L-Carnitine لمقاومة الإجهاد، إلى جانب الكوركمين والـ CoQ10 لدعم الطاقة وتقليل الالتهاب.
ويختتم د. خالد حديثه برسالة طمأنة: “الفيبروميالجيا ليست نهاية الطريق، بل بداية فهم جديد للجسد. كثيرون تعافوا حين فهموا مرضهم وعرفوا كيف يتعاملون معه خطوة بخطوة”.
تمنياته الصادقة لكل مريض بالشفاء والراحة.