الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الأردن يحذّر موسكو من تجنيد مواطنيه.. وتباينات روسية–أمريكية في ملف الحرب الأوكرانية

السبت 29/نوفمبر/2025 - 03:27 م
وزارة الخارجية الأردنية
وزارة الخارجية الأردنية

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع منذ اندلاعها في 24 فبراير 2022، وما خلّفته من مئات آلاف الضحايا العسكريين وعشرات آلاف المدنيين الأوكرانيين، صعّدت وزارة الخارجية الأردنية من لهجتها تجاه موسكو، بعد ورود معلومات عن تجنيد مواطنين أردنيين للقتال ضمن صفوف الجيش الروسي.


الخارجية الأردنية، وفي بيان رسمي، طالبت بوقف فوري لهذه الممارسات، مؤكدة أنّ تجنيد الأردنيين "غير قانوني ويُعدّ جريمة" وفق التشريعات الوطنية والقانون الدولي، لما يشكّله من تعريض مباشر لحياة المواطنين للخطر.


كما دعت الوزارة الأردنيين إلى عدم الانخراط في القوات الروسية، وحثّت من سبق لهم الالتحاق على التواصل العاجل مع السفارة الأردنية، محذّرة من أن الطريق إلى الجبهات "هو طريق الموت أو الأسر" في ظل ظروف مجهولة وغير آمنة.

تجدد الخلاف الروسي–الأمريكي حول شروط وقف إطلاق النار

وفي موازاة التصعيد الميداني، عاد ملف العلاقات الروسية–الأمريكية إلى الواجهة من جديد، مع تصريحات لافتة للدبلوماسي الروسي السابق ألكسندر زاسبكين، الذي اعتبر أن جوهر الخلاف بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكمن في اختلاف الرؤى حول شروط وقف إطلاق النار.


وأوضح زاسبكين أن موسكو ترفض مقترح ترامب الأخير القائم على "هدنة أو تجميد غير مشروط"، معتبرة أن هذا الطرح يتجاهل جذور النزاع ولا يعالج أسبابه الأساسية. وأشار إلى أن لقاءً بين الزعيمين لم يُحدَّد بعد، وأن غيابه "ليس أزمة" بالنسبة لروسيا، لكنه يحتاج إلى ظروف سياسية ملائمة.

انتكاسة في مسار المفاوضات وتراجع في مؤشرات التفاهم

وكشف الدبلوماسي الروسي أن جولات التفاوض السابقة، ومنها تلك التي جرت في ولاية ألاسكا، كانت قد تخطت مرحلة البحث في هدنة مؤقتة، وانتقلت إلى مناقشة الملفات الجوهرية للنزاع بهدف الوصول إلى حل دائم.


لكن عودة ترامب إلى خطاب "التجميد غير المشروط" اعتُبرت —من وجهة نظر موسكو— تراجعًا عن التقدم المحقق، بل انعكاسًا لانتكاسة في مسار التفاهمات مع واشنطن.


وأشار زاسبكين إلى أن بوتين لا يزال حريصًا على الحفاظ على نمط إيجابي في العلاقة مع الإدارة الأمريكية، رغم تباعد المواقف، لافتًا إلى أن محللين روس يرون أن ترامب يتبنّى نهجًا مشابهًا لسياسة بايدن السابقة، ما يدفع بعضهم إلى وصف الحرب بأنها "حرب ترامب"، رغم أن موسكو —كما قال— لا ترغب في الاعتراف بهذه الحقيقة حاليًا، أملاً في إبقاء قنوات الحوار مفتوحة.