الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

طبيب يكشف "الحقيقة الغائبة عن ارتجاع المريء.. لإنقاذ المريض من دوّامة العلاج

السبت 29/نوفمبر/2025 - 01:20 م
ارتجاع المرئ
ارتجاع المرئ

 

 

قال الدكتور محمد صفيان عضو الجمعية الأمريكية لمناظير الجهاز الهضمي إن الكثير من المرضى يقضون شهورًا كاملة في دائرة من الفحوصات والتشخيصات المتضاربة، بين من يقول بوجود فتق، وآخر يشخّص ارتخاء في الصمام، وثالث يؤكد سلامة المنظار، بينما تستمر الأعراض بلا تحسن. وأوضح أن المشكلة في أغلب الأحيان ليست فتق الحجاب الحاجز الحقيقي—الذي يُعد نادرًا—بل ضعف الصمام السفلي للمريء، وهي نقطة لا ينتبه إليها كثيرون رغم أنها السبب الأول للارتجاع.
وبيّن أن فتق الحجاب الحاجز شيء، وضعف الصمام السفلي (LES) شيء مختلف تمامًا، ولكل منهما خطة علاجية خاصة، ولا يوجد حل واحد يناسب جميع المرضى.
لماذا يحدث الارتجاع رغم أن المنظار “ممتاز”؟
يشير د. صفيان  عبر صفحته الرسمية علي فيسبوك إلى خمسة أسباب شائعة يرى معظمها يوميًا في العيادة:
ضعف الصمام السفلي للمريء (LES Weakness):
حتى مع حموضة قليلة، يسمح الصمام الضعيف بعودة الحمض، وهو السبب الأشيع.
فتق الحجاب الحاجز (Hiatal Hernia):
قد يكون صغيرًا جدًا ولكنه يغيّر زاوية المريء ويزيد الارتجاع.
الارتجاع الصامت (LPR):
دون حرقان، لكنه يظهر كبحة وشرقة وكحة مزمنة.
بطء إفراغ المعدة (Delayed Gastric Emptying):
بقاء الطعام فترة طويلة يضغط على الصمام ويزيد الرجوع.
زيادة حساسية المريء (Esophageal Hypersensitivity):
الفحوصات طبيعية لكن الألم مرتفع نتيجة حساسية زائدة.
أعراض تتكرر يوميًا… ولا يربطها المريض بالارتجاع
لا يشترط وجود حرقان، فهناك أعراض تتداخل مع مشاكل التنفس أو الحساسية:
شرقة متكررة
مرارة الفجر
شبع سريع
إحساس بكتلة في الحلق
ضيق نفس بعد الأكل
كحة مستمرة وبحة
انتفاخ، ألم أعلى البطن، صداع بعد الوجبة
صعوبة بلع بسيطة
كيف نصل للتشخيص الدقيق؟
يؤكد د. صفيان أنه لا يوجد تحليل واحد كافٍ، بل يلزم تقييم شامل يشمل:
منظار الجهاز الهضمي: يحدد شكل الصمام والفتق إن وُجد.
قياس حركة المريء (Manometry): أساس أي قرار علاجي متقدم.
قياس الحموضة 24 ساعة (PHmetry): أدق اختبار للتمييز بين الحمض والحساسية ومشاكل الحركة.
أشعة باريوم: تكشف الفتق الصغير الذي لا يظهر أحيانًا في المنظار.
سونار البطن: يفيد في مشكلات إفراغ المعدة أو المرارة.
هل تكفي الأدوية؟
يقول د. صفيان إن الأدوية تساعد، لكنها ليست العلاج الكامل:
مثبّطات الحمض تقلل الالتهاب لكنها لا تصلح الصمام الضعيف.
أدوية الحركة مثل itopride وMotinorm مناسبة عند بطء الإفراغ.
أدوية الحماية مثل Gaviscon تخفف الشرقة والمرارة.
لكن لا يوجد دواء يرمّم الصمام تمامًا.
عندما لا تكفي الأدوية… ما الإجراء الأفضل؟
يوضح د. صفيان الفرق بين التقنيتين:
ARMA – Anti-Reflux Mucosal Ablation
إجراء بالمنظار يقوّي الصمام باستخدام أنسجة المريض الطبيعية.
لا يترك أي جسم غريب.
نتائجه ثابتة وطويلة الأمد.
يناسب الحالات التي لا تعاني فتقًا جراحيًا كبيرًا.
يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم.
GERDx
تعتمد على خياطة الصمام بخيوط داخلية.
مفيدة في بعض الحالات لكنها أقل استقرارًا.
قد يلزم تكرارها لدى بعض المرضى.
ويؤكد أن ARMA هي الخيار الأفضل في معظم الحالات لأنها تعالج أصل المشكلة وتعيد بناء الصمام بشكل طبيعي.
أطعمة تساعد وأخرى تزيد الارتجاع
مفيد: الأرز – البطاطس – الكوسة – الدجاج المشوي – الزبادي – الشوربة
مهيّج: القهوة على معدة فارغة – المقليات – الشطة – البصل – الثوم – الوجبات الكبيرة – المياه الغازية
علامات التحسن
اختفاء الشرقة
تحسن النوم
هدوء الألم
زوال مرارة الصباح
تحسن التنفس بعد الطعام
متى يجب مراجعة الطبيب سريعًا؟
صعوبة بلع متزايدة
قيء دموي
فقدان وزن غير مبرر
ألم يوقظ من النوم
استمرار الأعراض رغم العلاج
الخلاصة
اختتم د. صفيان حديثه قائلاً:
ليس كل ارتجاع سببه فتق، وليس كل فتق يؤدي إلى أعراض واضحة. الأهم هو تحديد نوع الخلل بدقة قبل تقرير العلاج المناسب، سواء كان دوائيًا أو تنظيمًا لحركة المعدة أو إجراءً متقدمًا مثل ARMA الذي يقوّي الصمام بشكل طبيعي ويحقق نتائج ثابتة. فالتشخيص الصحيح هو مفتاح العلاج السليم.