الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الحقد خلف الكلمات: تأثير الانتقادات السلبية على المشاهير

الخميس 27/نوفمبر/2025 - 12:33 م

في زماننا الحاضر، وفي عصر السرعة الرقمي، ومع انتشار السوشيال ميديا، أصبحت ظاهرة انتقاد الفنانين والمشاهير ظاهرة واسعة الانتشار، حيث يمكن لأي شخص التعبير عن آرائه وانتقاداته عبر منصات التواصل الاجتماعي دون أن يكون رأيه مبنيًا على علم أو دراية أو وعي كافٍ ... بينما يمكن أن تكون الانتقادات البناءة مفيدة في بعض الأحيان، إلا أن الكثير من هذه الانتقادات تأتي من أشخاص حاقدين يسعون إلى تشويه سمعة الآخرين وتحطيمهم نفسيًا لمجرد أنهم مشاهير.

للأسف الشديد، هناك أشخاص دورهم الوحيد في الحياة كسب شهرة على حساب انتقاد غيرهم من المشاهير، ولا يكون الانتقاد بناءً أو موضوعيًا أبدًا، ولا يقتصر الحال على الانتقاد الهدام أيضًا، بل يصل إلى السخرية والتنمر والسباب والدعاء على الشخص والتقليل من قيمته لمجرد أنه فنان أو مشهور.

الحاقدون غالبًا ما يستخدمون هذه الأساليب كوسيلة لتفريغ مشاعرهم السلبية وزيادة شعورهم بالقوة والتأثير. في الأغلب، تكون هذه الانتقادات موجهة نحو جوانب شخصية لا فنية، كانتقاد العمر لمجرد أن الفنان كبير في السن، كتحطيم تاريخ الفنان بكلمة "كفى اجلس في البيت لقد كبر سنك" … من المشاهير من يختار الرد على مثل هؤلاء، ومنهم من يختار عدم الرد والتجاهل، وفي كلتا الحالتين يتهم الشخص المشهور بالخطأ من قبل هؤلاء . الحقد أمر سيء للغاية، ومشاعر سلبية دفينة تشوه الردود والأقوال والأفعال، كما أن من أسبابه عدم الثقة في النفس وعدم الإيمان والرضا بأن الله ميز كل شخص بشيء مختلف عن غيره وجعل لكل شخص حياته الخاصة وظروفه المختلفة عن غيره.

من المهم أن ندرك جيدًا أن الفنانين والمشاهير هم بشر لهم مشاعر وأحاسيس، لهم عائلات وأسر وأبناء، ويمكن أن تتأثر حياتهم الشخصية والمهنية بسبب هذه الانتقادات السلبية التي لا تضيف بل تهين .... لذلك، يجب أن نتبنى ثقافة نقد بناءة وهادفة، تركز على تقييم العمل الفني أو المهني بطريقة موضوعية ومحترمة، بدلاً من التشهير أو الإساءة الشخصية .... نعم، الشخص المشهور تكون حياته عرضة للجدل والتعليقات أكثر من غيره، لكن للأسف هناك سوء أدب وتطفل وجرأة مبالغ فيها من البشر.

علينا أن ندرك قيمة الفن والفنانين، خاصة الممثلين والممثلات، وما يضيفوه للمجتمع من الناحية الإيجابية، وأن دورهم كقوة ناعمة مجتمعية تؤثر في المشاهد وتبني القيم والمثل العليا للمجتمع لو كان العمل الفني مفيدًا وهادفًا .... يجب أن يتعلم الإنسان فن الردود والتعليقات، وحتى فن الانتقاد البناء الذي يصحح للفنان ويضيف له ولا يهين شخصه وكرامته.