إكتشاف علمي جديد .. يغير مستقبل علاج سرطان الثدي لدى النساء
كشف فريق من الباحثين الألمان عن إمكانية رفع فاعلية دواء "تاموكسيفين" المستخدم على نطاق واسع في علاج سرطان الثدي المعتمد على الهرمونات، وذلك عبر دمجه مع مركّب مساعد يُعرف باسم "زد-إندوكسيفين". ويُعد هذا التطور خطوة طبية واعدة قد تُحدث فرقاً حقيقياً لدى النساء اللواتي لا يحققن استجابة علاجية كافية من الدواء التقليدي.
يُستخدم "تاموكسيفين" منذ عقود بوصفه أحد أهم الأدوية المعيارية في علاج هذا النوع من السرطان، إذ يعمل على منع ارتباط هرمون الإستروجين بالخلايا السرطانية، مما يحدّ من نمو الورم. إلا أن فعاليته تتراجع لدى ما يقارب ثلث المريضات نتيجة انخفاض مستويات إنزيم CYP2D6 المسؤول عن تحويل الدواء إلى صورته النشطة داخل الجسم.
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة Clinical Cancer Research المتخصصة في أبحاث الأورام السريرية، فإن إضافة مركّب "زد-إندوكسيفين" يمكّن من تجاوز هذه العقبة البيوكيميائية، ويُسهم في تعزيز الاستجابة العلاجية لدى المريضات اللواتي يعانين من ضعف في عملية التحويل الدوائي.
الدراسة شملت 235 مريضة في المراحل المبكرة من المرض؛ تلقت إحداهما العلاج التقليدي بـ"تاموكسيفين" فقط، بينما حصلت الأخرى على العلاج المزدوج مع "زد-إندوكسيفين". وقد أظهرت النتائج تقارب مستويات الدواء الفعّال في دم المجموعتين مع تسجيل آثار جانبية طفيفة ومتقاربة.
وقال البروفسور ماتياس شواب، رئيس الفريق البحثي في معهد مارغريت فيشر-بوش بمدينة شتوتغارت، إن هذه النتائج تمثل "الحل الأول لمعضلة استمرت لسنوات طويلة"، والمتمثلة في محدودية استجابة عدد كبير من المريضات لتاموكسيفين. وأضاف أن هذا النهج يمهّد لاعتماد بروتوكولات علاجية أدق وأكثر فاعلية في المستقبل.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام علاجات شخصية تراعي الفروق الجينية بين المريضات، بما يسهم في تحسين نسب الشفاء وتقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج التقليدي