"بهجت الوعائي… مرض غامض يهاجم المناعة
أكد الدكتور صلاح سالم، الباحث في الطب التكميلي والأخصائي المعرفي السلوكي، أن مرض بهجت الوعائي بات من أكثر الأمراض المناعية المثيرة للقلق خلال السنوات الأخيرة، بسبب غموضه وتعدد أعراضه وتقلب نوباته بين الهدوء والاشتعال دون نمط ثابت.
وأوضح خلاص صفحتة علي الفيسبوك أن المرض في جوهره التهاب مناعي يصيب الأوعية الدموية في عدة أعضاء، ما يجعل المريض يعاني أعراضاً متباينة؛ فمن صداع وآلام مفاصل إلى تقرحات والتهاب عيون وإرهاق شديد، مضيفاً: "الأمر ليس نفسياً ولا وهماً… إنما التهاب حقيقي في الأوعية يتغير نشاطه من حين لآخر."
وأشار إلى أن التحاليل لا تُعد معياراً ثابتاً للتشخيص، إذ تتبدل نتائج مؤشرات الالتهاب مثل ESR وCRP تبعاً للنشاط المناعي. وبيّن أن التشخيص يعتمد على ثلاثة محاور: الأعراض الإكلينيكية، واستبعاد أمراض مشابهة، ثم الفحوصات المساعدة مثل فحص العين، الـMRI، وتحليل الهوموسيستين.
وذكر أن الضغوط النفسية وقلة النوم وضعف المناعة والعدوى والأطعمة الالتهابية تمثل أبرز أسباب اشتعال النوبات، مؤكداً أن خطة العلاج تهدف إلى تهدئة الالتهاب وتنظيم المناعة والحد من المضاعفات.
وفي حديثه عن أسلوب الحياة المناسب لمرضى بهجت، شدّد الدكتور سالم على أن التغذية السليمة تمثل نصف العلاج، محدداً قائمة المسموحات مثل الخضروات، البروتين النظيف، زيت الزيتون، الكركم، والماغنسيوم، مقابل الامتناع التام عن السكر واللبن البقري والأطعمة المصنعة والمقليات.
كما أوضح أن ٨٠٪ من المناعة تُبنى في الجهاز الهضمي، وأن أغلب المصابين يعانون ارتشاحاً بالأمعاء وضعف الميكروبيوم، مشيراً إلى أن إصلاح الهضم يقلل من نوبات الالتهاب بشكل ملحوظ.
وأضاف أن تنظيم هرمونات التوتر، وعلى رأسها الكورتيزول، عنصر حاسم في استقرار الحالة، لافتاً إلى أن تقنيات التنفس، والمشي اليومي، والنوم المنتظم تسهم في تهدئة الجهاز المناعي.
ونبّه إلى ضرورة مراجعة الطبيب فور ظهور علامات الخطر مثل الصداع الشديد المستمر، اضطراب الرؤية، تنميل الأطراف، أو آلام خلف العين، لأنها مؤشر على نشاط حاد في الالتهاب.
وختم الدكتور سالم قائلاً: "بهجت ليس نهاية الطريق… هو موجات. وإذا سيطر المريض على غذائه ونومه وتوتره وصحة جهازه الهضمي، يمكن للنوبات أن تتراجع بصورة كبيرة."