طبيبة تكشف ..الكورتيزول ليس عدوّك.. لكنه إنذار قد يتحوّل إلى خطر
أكدت الدكتورة آيات ضياء الدين، المتخصصة في التغذية العلاجية والنهج الشمولي للصحة، أن ارتفاع هرمون الكورتيزول أصبح من أكثر المشكلات الصحية التي تلاحق الأفراد يوميًا، مشدّدة على أن الخطر لا يكمن في الهرمون نفسه، بل في استمراره بمستويات مرتفعة بشكل مزمن
وقالت عبر صفحتها الرسمية علي فيسبوك إن الكورتيزول «ليس شريرًا كما يظن البعض»، بل هو جرس إنذار طبيعي صُمّم ليعمل لحماية الإنسان في أوقات الخطر، موضحة أنه يرفع مستوى السكر في الدم ليمنح الجسم طاقة، ويزيد ضربات القلب، ويوقظ الدماغ ليكون في أعلى درجات اليقظة. وأضافت: «عندما نهدّئ أفكارنا وننظّم نومنا ونستمع إلى إشارات أجسامنا، يعود الهرمون ليعمل في صفّنا لا ضدّنا».
وأوضحت أن المشكلة تبدأ عندما يظل مستوى الكورتيزول مرتفعًا طوال اليوم، حيث تظهر علامات الإنهاك على شكل أرق وصعوبة في النوم، واستيقاظ متكرر دون راحة، وتركّز الدهون في منطقة البطن، واشتهاء شديد للسكريات، واضطرابات في المزاج والدورة الشهرية، فضلًا عن زيادة التهابات الجسم وضعف المناعة. وتابعت: «هذا ليس دلالًا… هذا جسم يعيش في حالة طوارئ».
وأكدت أن الأسباب الأكثر شيوعًا لارتفاع الكورتيزول تشمل التوتر المزمن الناتج عن ضغوط العمل والمسؤوليات، إضافة إلى قلة النوم، والإفراط في تناول الكافيين، والالتزام بأنظمة غذائية قاسية، واعتماد السكريات والمخبوزات طوال اليوم، إلى جانب الأمراض المزمنة والالتهابات المتكررة التي تبقي الجسم في حالة استنفار دائم.
وحول تأثير استمرار ارتفاع الهرمون، أشارت إلى أنه يؤدي إلى تراكم الدهون في البطن والرقبة، وتطور مقاومة الإنسولين، واضطرابات الهرمونات الأنثوية، وإجهاد الغدة الدرقية، فضلًا عن القلق والتوتر وصعوبة التركيز و”ضباب الدماغ”.
وقدّمت الدكتورة آيات مجموعة من الخطوات العملية لخفض الكورتيزول، على رأسها تحسين جودة النوم، والالتزام بوجبات متوازنة، وتخفيف الكافيين إلى حدّ معتدل، وممارسة حركة لطيفة يوميًا بدل التمارين العنيفة، والاعتماد على تمارين التنفس التي «ترسل إشارة مباشرة للعصب الحائر بأن الأمور بخير». وأوصت أيضًا بالتركيز على المغذيات الداعمة لهرمونات التوتر مثل الماغنيسيوم وأوميجا 3 والبروتين، مؤكدة ضرورة تناول أي مكملات تحت إشراف طبي.
واختتمت بالتنبيه إلى ضرورة مراجعة طبيب متخصص في حال ظهور علامات شديدة مثل فقدان الوزن غير المبرر، تساقط الشعر المفرط، اضطراب الدورة، أو اضطرابات الضغط، مؤكدة أن ما تقدمه هو «توعية عامة لا تغني عن التشخيص الطبي».