موسم إنفلونزا غير مسبوق.. تحذيرات جديدة بسبب طفرة H3N2 وانتشار واسع حول العالم
يحذّر متخصصون في الصحة من أن موسم الإنفلونزا الحالي قد يكون الأشد منذ أكثر من عقد، وذلك بعد رصد موجة انتشار واسعة يقف خلفها فيروس H3N2 الذي شهد تغيّرًا جينيًا غير معتاد جعله ينتشر بسرعة أكبر ويُربك الجهاز المناعي.
ومع تزايد التساؤلات حول خطورة هذه السلالة وما إذا كان العالم قد يعود لاستخدام الكمامات مجددًا، تظهر الحاجة لفهم حقيقة هذا الفيروس وكيفية الوقاية منه.
ويعرض لكم مصر تايمز في السطور التالية تفاصيل انتشار الفيروس هذا العام، وأبرز ما توصل إليه الباحثون حول الطفرة الجديدة، إلى جانب شرح الأعراض وطرق الحماية.
أرقام تؤكد خطورة موسم الإنفلونزا هذا العام
تشير تقارير وزارات الصحة العالمية إلى ارتفاع غير مسبوق في معدل الإصابات.
ففي بريطانيا أوضحت هيئة NHS أن معدل العدوى ارتفع إلى 1.4 مقارنة بمعدل 1.2 في المواسم الماضية، وهو ما يعني انتقال الفيروس بسهولة أكبر وبسرعة لافتة.
كما توقع خبراء الصحة تضاعف عدد الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا هذا العام، مقارنة بنحو 16 ألف وفاة سُجلت خلال موسم 2022–2023.
وفي اليابان اضطرت السلطات إلى إغلاق بعض المدارس بصورة مؤقتة بعد الانتشار السريع للعدوى، في مشهد يعيد للأذهان بدايات جائحة كورونا.
سرعة انتشار H3N2.. طفرة جينية وراء المشهد الصعب
كشف باحثون في جامعة غلاسكو ومعهد فرانسيس كريك أن السلالة الحالية من H3N2 شهدت سبع طفرات جديدة خاصة في بروتين “الهيماغلوتينين”، ما يمنح الفيروس قدرة أكبر على التهرب من جهاز المناعة.
وهذا التطور جعل مناعة الكثيرين غير قادرة على التعرف على الفيروس بسهولة، حتى لو كانوا قد تلقوا اللقاح أو تعرضوا لإصابة سابقة، مما يفسر الانتشار المبكر والقوي لموجة الإنفلونزا الحالية.
ما أعراض إنفلونزا H3N2؟
تتشابه أعراض السلالة الجديدة مع الإنفلونزا الموسمية، لكنها قد تكون أشد لدى بعض الفئات. وتشمل:
• آلام في العضلات
• ارتفاع الحرارة
• صداع
• التهاب الحلق
• تعب شديد
• احتقان الأنف وسيلانه
• قيء وإسهال (خاصة لدى الأطفال)
وعادة تستمر الأعراض من 5 إلى 7 أيام، بينما قد تستمر الكحة لأسابيع بعد التعافي.
هل إنفلونزا H3N2 خطيرة؟ ومن هم الأكثر تأثرًا؟
رغم أن H3N2 جزء من فيروسات الإنفلونزا من النوع A إلا أن الدراسات الحديثة تشير لقدرته على إحداث مضاعفات خطيرة لدى بعض الفئات، منها:
• الأطفال دون 5 سنوات
• كبار السن (65 عامًا فأكثر)
• الحوامل
• أصحاب المناعة الضعيفة
• مرضى الأمراض المزمنة مثل السكري والربو وأمراض القلب.
وقد تشمل المضاعفات: التهاب الرئة ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS).
هل لقاح الإنفلونزا الموسمي فعال ضد H3N2؟
لا يمنع اللقاح الإصابة بالسلالة الجديدة بالكامل، كونه طُوّر قبل اكتشاف الطفرات الأخيرة، لكنه:
يقلل من شدة الأعراض
يحمي من المضاعفات الخطيرة
يسهم في تسريع استجابة الجهاز المناعي.
ولهذا أوصت الهيئات الصحية وعلى رأسها NHS، بالحصول على اللقاح في أقرب وقت، خصوصًا للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
خطوات بسيطة لحماية نفسك من الإنفلونزا
يمكن تقليل خطر الإصابة رغم انتشار السلالة عبر:
• غسل اليدين جيدًا لمدة 20 ثانية
• ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة
• تجنب لمس الوجه قبل غسل اليدين
• الابتعاد عن المصابين
• تعزيز المناعة بالنوم الجيد
• تناول أطعمة غنية بفيتامين C
• تعقيم الهواتف والأسطح باستمرار
نصيحة طبية
ويشدد الأطباء على ضرورة الحذر هذا الموسم بعد اكتشاف الطفرات الجديدة في H3N2 مع التأكيد على أهمية اللقاح والالتزام بالوقاية اليومية، خاصة للأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة.
أقرا أيضاً:
حماية الطفولة: إستراتيجيات مبتكرة لمواجهة الفيروس المخلوي التنفسي RSV



