أرسنال في مهمة تأكيد الهيمنة.. وتوتنهام يأمل قلب المعادلة في الإمارات
تتجه أنظار عشّاق كرة القدم في إنجلترا والعالم إلى ملعب الإمارات يوم الأحد، حيث يُقام أول ديربي شمال لندن هذا الموسم بين أرسنال وتوتنهام، في مواجهة تحمل دائمًا حساباتها الخاصة، لكنها تأتي هذه المرة بثقلٍ مضاعف بسبب اختلاف دوافع الطرفين ومساريهما هذا الموسم.
فرغم أن هذا اللقاء يُعد عادةً نقطة فاصلة في موسم الفريقين، فإن الظروف الحالية تضفي عليه طابعًا مختلفًا:فأرسنال يدخل المباراة وهو متصدر جدول الدوري بفارق أربع نقاط، ولم يعرف الهزيمة منذ 14 مباراة في جميع المسابقات، بينما يحاول توتنهام، الذي يمر بمرحلة عدم استقرار، استعادة شخصيته تحت قيادة مدربه الجديد توماس فرانك.
ورغم أن الديربي «لا يعترف بالأرقام»، فإن الأرقام هذه المرة لا تقف في صالح توتنهام؛ فقد خسر ثلاثًا من آخر سبع مباريات، وحقق ثلاث انتصارات فقط في آخر عشر مواجهات، كما منحه نموذج «أوبتا» نسبة فوز لا تتجاوز 13.7%، وهي الأدنى له هذا الموسم.

تاريخ مواجهات الفريقين
التاريخ الأخير للمواجهات المباشرة يزيد من ثقة أرسنال، إذ فاز في خمس من آخر ست مباريات بالدوري أمام توتنهام، وسجّل في آخر 26 مباراة جمعتهما على ملعب الإمارات، في أطول سلسلة تهديفية له ضد أي خصم في الدوري.
في المقابل، تبدو خيارات توتنهام التكتيكية محدودة، وسط توقعات بأن يُعيد فرانك التفكير في طريقة اللعب بثلاثة مدافعين، وهي الطريقة التي أبهرت الجماهير في مواجهة باريس سان جيرمان بالسوبر الأوروبي، قبل أن يتخلى عنها في المباريات التالية.
ويواجه أرسنال أزمة محتملة تتمثل في غياب جابرييل ماجالهايس، أحد أهم عناصر الفريق الدفاعية، حيث تُظهر الإحصائيات أن نسبة فوز الفريق تنخفض بشكل واضح في غيابه، وأن استقباله للأهداف يرتفع بنسبة تقارب 43%.
أما على الصعيد الهجومي، فيتطلع أرسنال إلى الاستفادة من الانطلاقات القوية للياندرو تروسارد، الذي أصبح أحد أكثر لاعبي الفريق حسماً، بينما يعاني ساكا من تذبذب طفيف في المستوى رغم حفاظه على أرقامه التهديفية.
توتنهام بدوره سيحتاج إلى عودة محمد قودوس، اللاعب الأكثر صناعة للفرص هذا الموسم، لمواجهة صلابة منظومة أرسنال الدفاعية التي استقبلت فقط خمسة أهداف في 11 مباراة، وهو رقم يضعها في طريق منافسة أرقام تشيلسي التاريخية.
ويبقى التحدي الأكبر بالنسبة لتوتنهام هو تفادي الأخطاء الفردية التي لاحقت الفريق في الديربي مؤخرًا، إذ سجّل لاعبوه أربعة أهداف عكسية في آخر خمس مواجهات، تسببت معظمها في خسارة نقاط حاسمة.
ومع كل هذه المعطيات، يبدو الديربي هذه المرة مواجهة بين فريق يسير بثقة نحو سباق اللقب، وآخر يبحث عن منعطف يُعيده إلى الطريق الصحيح، ما يجعل من مباراة الأحد اختبارًا حقيقيًا لطموحات الطرفين.





