الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
صحة وطب

طبيب يكشف .. كيف يصبح لبن الأم علاجًا قبل أن يكون غذاءً؟"

الخميس 20/نوفمبر/2025 - 02:32 م
الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية


شهدت إحدى الأمهات مؤخرًا موقفًا لافتًا أثار دهشة الأطباء والباحثين، بعدما لاحظت تغيّر لون لبن صدرها بالتزامن مع إصابة طفلها بوعكة صحية بسيطة. ورغم قلقها في البداية، تكشف هذه الظاهرة عن واحدة من أعجب آليات حماية الطفل التي يوفرها جسم الأم خلال الرضاعة الطبيعية.
فبحسب ما أكده الدكتور أحمد سند استشاري الباطنة عبر صفحته الرسمية ، فإن جسم الأم يمتلك قدرة مذهلة على تعديل تركيبة لبن الرضاعة بشكل فوري عند استشعار إصابة الطفل بعدوى، حيث ترتفع نسبة الأجسام المضادة في اللبن لتعمل كخط دفاع مناعي يواجه المرض قبل أن يتفاقم. ويحدث هذا التغيير أحيانًا قبل أن تدرك الأم نفسها أن طفلها مريض.
ويشير د. سند إلى أن هذه العملية تتم عبر مستقبلات دقيقة موجودة في حلمة الثدي، تتفاعل مع مكونات ريق الطفل أثناء الرضاعة. فعندما ترصد هذه المستقبلات أي اختلاف في البكتيريا أو الفيروسات داخل فم الرضيع، تنتقل إشارة فورية إلى جسم الأم ليبدأ في إنتاج تركيبة لبن متوافقة تمامًا مع حالة الطفل الصحية، في ما يعرف علميًا بـ "الرضاعة التكيفية".
ويوضح أن لبن الأم ليس غذاءً فقط، بل "مزيجًا دوائيًا" يتغير لحظة بلحظة تبعًا لاحتياجات الطفل. فقد أثبتت الدراسات أن تركيب اللبن يختلف وفق عمر الرضيع، ووقت الرضاعة خلال اليوم، وحتى مع تغير درجة حرارة جسمه. ويصل الأمر إلى أن التوأم الواحد يحصل كل منهما على تركيبة لبن مختلفة تتناسب مع احتياجاته المناعية.
ويؤكد د. أحمد سند أن هذه الحقائق العلمية تدعم توصية منظمة الصحة العالمية بالاعتماد على الرضاعة الطبيعية لمدة عامين كاملين، نظرًا لما تقدمه من حماية فعالة ضد العدوى، وتقليل احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري والحساسية واضطرابات المناعة.

ويختتم قائلاً إن قدرة جسم الأم على "قراءة" حالة طفلها وتقديم استجابة بيولوجية فورية تظل واحدة من أعظم المعجزات التي يوفرها الخلق للحفاظ على صحة الإنسان منذ لحظاته الأولى.