الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

بين الصمت العقابي والمواجهة الحاسمة: استراتيجيات التعامل مع الحروب النفسية

الإثنين 17/نوفمبر/2025 - 07:16 م

في الحياة قد نواجه حروبًا نفسية تشن علينا بين الحين والآخر، سواء من الغرباء أو حتى بعض المقربين منا .... هذه الحروب لها الكثير من الدوافع والأهداف، من بين تلك الدوافع الغيرة، ومن بين تلك الأهداف أن نعاني .... سلاحنا يكون إما الصمت العقابي والتجاهل أو المواجهة الحاسمة والجدال.

الصمت العقابي

علينا أن نختار سلاحنا بعناية فائقة وبذكاء؛ حيث إن الصمت العقابي أو التجاهل قد يكون وسيلة فعالة في بعض الأحيان عندما نريد أن نتجنب التوتر والصراع، وقد يمنحنا الوقت للتفكير في رد مناسب .... لكن قد يكون له عيوب أخرى، من ضمنها السماح للآخرين بمواصلة الضغط والتمادي في حروبهم ضدنا.

على الجانب الآخر، قد تكون المواجهة الحاسمة شرًا لا بد منه في بعض المواقف، خاصة عندما يكون الأمر متعلقًا بتعدي الحدود أو الخطوط الحمراء أو اختراق الحقوق الشخصية .... في هذه الحالات، لا بد من استخدام المواجهة الحاسمة بحزم وقوة من أجل الدفاع عن أنفسنا، حتى لو كانت لها عيوب مثل انفعالنا والضغط على أنفسنا .... يجب أن نستخدم هذا السلاح بمهارة لكي لا نخسر هيبتنا وضبطنا لأنفسنا.

الحروب النفسية لها عدة أشكال، قد تظهر في شكل شخص ينتقد أسلوب حياتنا وطريقة عيشنا، رغم أنها لا تضره في شيء، ولكنه يعاني من حياة مرهقة وضاغطة، فلا يريد غيره أن يرتاح ويترفه .... قد تظهر على شكل شخص يؤذي نفسيتنا بكلامه الجارح تحت مسمى النصح والإرشاد، أو على شكل شخص لديه قيود في حياته فيحارب حريتنا .... وغيرها من الأشكال العديدة التي تؤثر بالسلب على نفسيتنا .... لكن بسلاح الصمت والتجاهل أو المواجهة نستطيع تخطي ذلك.

بالرغم من وجود أشخاص محبين وداعمين لنا في الحياة، هناك أشخاص متربصين، ناقدين لكل شيء .... يجب أن نكون بوعي كامل وذكاء لكي نميزهم ونعرف نواياهم .... وبالرغم من كل شيء، يجب أن نتأقلم ونتعايش ونعيش كما يحلو لنا دون تأثر سلبي بأي حروب من هذا النوع لأنها لن تزول .... يجب أن نعرف جيدًا متى نصمت ونتجاهل ومتى نواجه ونحسم الأمر.