الدعاية الغريبة لا تصنع نائبًا.. رضا فرحات يحلل ظاهرة الترند الانتخابي في 2025 (خاص)
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن انتشار موجة “ الدعاية الانتخابية” غير التقليدية على منصات التواصل الاجتماعي خلال انتخابات مجلس النواب 2025 يعكس تحولا واضحا في الأساليب الانتخابية، لكنه في الوقت نفسه لا يمثل مؤشرا حاسما على اتجاهات التصويت داخل الصندوق حيث أصبح الفضاء الإلكتروني ساحة مهمة للتفاعل السياسي، إلا أن تأثيره يظل محدودا إذا لم يرتبط ببرنامج انتخابي واقعي وشبكة تواصل ميداني فعالة.
و أضاف فرحات ل موق “ مصر تايمز”، أن ظهور مرشحين بأساليب لافتة، مثل مشهد “النائب الطائر” للنائب إلهامي عجينة بالدقهلية، أو “المرشح العاطفي” الذي خاطب جمهور الستاموني بعبارات تحولت إلى ترند، أو مرشح الشرقية الذي ارتدى زيا تاريخيا رافعا السيف، يعكس رغبة بعض المرشحين في كسر نمط الدعاية التقليدية ومحاولة جذب الانتباه في ظل زحام المنافسة ولكن مهما أحدثت هذه الأساليب ضجيجا على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها بكل تأكيد ليست معيارا لقياس الثقل الحقيقي للمرشح في دائرته.
وأشار فرحات إلى أن بعض النماذج مثل مونيكا مجدي، التي تجوب الشارع بدراجة وردية وتستخدم الميكروفون للتواصل المباشر، أو مرشح "الغلابة" الدكتور محمد زهران القائم على التواصل الميداني بين المواطنين، تعد محاولات جدية للاقتراب من الناس بعيدا عن الدعاية المكلفة، وقد تمنح المرشح حضورا شعبيا إذا ارتبطت برؤية واضحة وقدرة على حل مشكلات الدائرة مشيرا إلى أن من أسباب انتشار هذه الظواهر يعود إلى تغيير طبيعة التواصل السياسي لدى قطاعات كبيرة من الشباب، الذين أصبحوا يتابعون الحملات الانتخابية عبر “الترند” أكثر من المؤتمرات التقليدية ورغم ذلك، فإن التحول إلى محتوى ترفيهي أو مبالغ في الغرابة قد يحقق انتشارا سريعا لكنه قد يضعف جدية المرشح إذا لم يوازن بين الظهور المختلف وبين تقديم رسائل سياسية حقيقية.
و أضاف فرحات: الناخبين أصبحوا أكثر وعيا بتمييز الدعاية الاستعراضية عن الدعاية ذات المضمون، وبالتالي فإن أي أسلوب خارج الصندوق يجب أن يكون مكملا وليس بديلا عن البرنامج الانتخابي وأن المنافسة المالية الضخمة بين مرشحي الأحزاب الكبرى لا تعني بالضرورة أن المرشحين المستقلين أو أصحاب الدعاية المبتكرة خارج المنافسة، لكن الفيصل الحقيقي يظل هو ثقة الناخب، ومدى قدرة المرشح على تقديم حلول ملموسة لقضايا الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والخدمات المحلية التي تشغل المواطنين ولهذا فإن الدعاية الغريبة قد تلفت الانتباه، لكنها لا تبني ثقة ولا تصنع نائبا ما لم يدعمها محتوى سياسي حقيقي.
وشدد فرحات على أن الوعي الانتخابي لدى المواطن المصري هو الحكم النهائي و من يصل إلى البرلمان هو من يملك رؤية واضحة، وليس فقط من يحقق انتشارا على السوشيال ميديا.

