الحفناوي: مهرجان الفسطاط الشتوي يثبت أن التنمية لم تعد مجرد مشروعات عمرانية فقط

أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب الجبهة الوطنية والمرشح على القائمة الوطنية من أجل مصر، أن انطلاق مهرجان الفسطاط الشتوي 2025 يعكس تحولاً جذرياً في إدارة الدولة المصرية للملف الحضاري والثقافي، وأوضح الحفناوي أن إقامة مهرجان بهذا الحجم في إحدى أقدم مناطق القاهرة التاريخية ترسل رسالة واضحة بأن التنمية في مصر لم تعد مجرد مشروعات عمرانية، بل مشروع وطني يعيد صياغة العلاقة بين المواطن وبيئته وموروثه الحضاري.

وأشار الحفناوي إلى أن منطقة الفسطاط كانت لفترات طويلة نموذجاً لمعاناة القاهرة التاريخية، بما تحويه من عشوائيات وتدهور بيئي واجتماعي، واعتبرت خارج نطاق التطوير. إلا أن الدولة، بتوجيهات القيادة السياسية، شرعت في إعادة إحياء المنطقة بشكل شامل، شملت إزالة المناطق غير الآمنة، وتوفير سكن كريم بديل، وتحويل الأرض التي كانت مكباً للنفايات إلى أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط.

وأضاف الحفناوي أن مشروعات التطوير في المناطق التاريخية عادةً ما تواجه تحديات كبيرة بسبب النسيج الاجتماعي المتداخل والتاريخ الطويل من الإهمال، لكن تجربة الفسطاط أثبتت أن الإرادة السياسية مع التخطيط العلمي يمكن أن تغير وجه منطقة بأكملها، لتصبح نموذجاً حضارياً يحتذى به. وأكد أن مهرجان الفسطاط الشتوي يمثل الظهور الحقيقي الأول للمنطقة بعد إعادة تطويرها، وهو فرصة للمواطنين لرؤية ما تحقق على الأرض.

كما لفت الحفناوي إلى أن حضور الموسيقار الكبير عمر خيرت في افتتاح المهرجان يعكس إدراك الدولة لأهمية الفن في تشكيل الوعي وبناء القوة الناعمة، مضيفاً أن تقديم عروض فنية وثقافية يومية حتى 5 ديسمبر يؤكد حرص الدولة على بناء برنامج ثقافي مستدام وليس مجرد حدث استثنائي.

وشدد الحفناوي على أن مشروع تلال الفسطاط يعيد توزيع الفرص داخل القاهرة الكبرى، حيث تمنح الحديقة المركزية الكبيرة في قلب العاصمة المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية فرصة الاستمتاع بمساحات خضراء وأنشطة ثقافية كانت محدودة سابقاً، ويخلق حركة اقتصادية وسياحية جديدة في منطقة مهمشة لعقود، مؤكدًا أن نجاح المشروع يعزز الثقة في قدرة الدولة على مواجهة التحديات العمرانية والاجتماعية.