إعفاء مدير مدرسة طنطا الزراعية من منصبه بعد شكاوى موسعة من الطلاب وأولياء الأمور
اتخذت مديرية التربية والتعليم بمحافظة الغربية خطوة حازمة لضمان انضباط البيئة التعليمية داخل إحدى المدارس الفنية، حيث قررت إعفاء مدير مدرسة طنطا الزراعية بنين من منصبه وإيقافه عن العمل مؤقتًا، عقب شكاوى متعددة قدمها طلاب المدرسة تتهمه بسوء المعاملة وتوجيه عبارات مسيئة لهم داخل الحصص والتدريبات العملية، إلى جانب تهديدهم بالرسوب بشكل يتنافى مع القواعد التربوية.
شكاوى موسعة من الطلاب وأولياء الأمور
وتفجرت تفاصيل الواقعة بعدما تقدم عدد من الطلاب بشكاوى رسمية إلى المديرية، مدعومين بشهادات أولياء الأمور الذين لاحظوا حالة من القلق والتوتر على أبنائهم خلال الأيام الماضية. وأشار الطلاب في شكاواهم إلى أن المدير استخدم لغة حادة غير لائقة، واتبع أسلوبًا قائمًا على الترهيب، ما تسبب في تراجع الثقة بين الطلاب والإدارة وخلق مناخ غير صحي داخل المدرسة، خاصة بين المستجدين الذين لم يعتادوا على مثل هذه الأساليب.
وبناءً على هذه الشكاوى، وجهت الدكتورة مها الشريف وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية بتشكيل لجنة تحقيق فورية تضم متخصصين تربويين وقانونيين وممثلين من المتابعة الميدانية. وانتقلت اللجنة مباشرة إلى المدرسة للاستماع لشهادات الطلاب والعاملين، ومراجعة ما توفر من تسجيلات كاميرات المراقبة، إلى جانب فحص أساليب التقييم داخل الأقسام التعليمية.
وكشفت التحقيقات الأولية عن صحة ما ورد في الشكاوى التي قدمها الطلاب، إذ تبين أن المدير استخدم بالفعل ألفاظًا خارجة عن الإطار التربوي، كما مارس ضغوطًا على بعض الطلاب ملوحًا لهم بالرسوب في حال عدم تنفيذ توجيهاته بالشكل الذي يرضيه، وهو سلوك اعتبرته اللجنة تجاوزًا واضحًا للسلطات وافتقارًا لأبسط قواعد التعامل التربوي.
وأكدت مصادر داخل المديرية أن وكيل الوزارة شددت على أن المدارس الفنية والزراعية والصناعية تحتاج إلى إدارة واعية ومنضبطة، وأن الدور الأساسي لأي مسؤول داخل المدرسة هو احتواء الطلاب وتوجيههم واحترامهم، وليس ممارسة التهديد أو الإهانة تحت أي ظرف. وأوضحت المصادر أن القرار جاء حفاظًا على استقرار المدرسة وعلى حقوق الطلاب الذين يعدّون محور العملية التعليمية.
كما قررت المديرية تكليف مسؤول آخر بتولي إدارة المدرسة بصفة مؤقتة، لضمان استمرار العملية التعليمية دون أي اضطراب، مع تكثيف المتابعة الميدانية خلال الفترة المقبلة لمراقبة سير العمل وقياس مدى تحسن الأجواء داخل المدرسة بعد اتخاذ هذا الإجراء.
وقد لاقى القرار ارتياحًا كبيرًا بين أولياء الأمور الذين اعتبروا تدخل المديرية خطوة تعكس حرص الدولة على حماية أبنائهم وضمان بيئة تعليمية قائمة على الاحترام والانضباط. وأكدت المديرية في بيان رسمي أنها مستمرة في تلقي شكاوى الطلاب وأسرهم في مختلف المدارس، ولن تتهاون مع أي مسؤول يتجاوز حدود وظيفته أو يسيء استخدام سلطاته.
ويأتي هذا الإجراء تأكيدًا لالتزام الدولة بإرساء قواعد الانضباط التربوي، وترسيخ قيم الاحترام داخل المؤسسات التعليمية، وضمان أن تبقى المدارس أماكن آمنة لدعم الطلاب وبناء شخصياتهم دون أي شكل من أشكال الترهيب أو التعسف.





