الهربس ..يضرب " الاطفال " من جديد .. يعود بقوة وبمعدلات مرتفعة

حذّر الدكتور محمد عبد الحليم، استشاري طب الأطفال، من انتشار واسع لفيروس الهربس الفموي بين الأطفال خلال الأيام الأخيرة، مؤكدًا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الحالات التي تعاني من الأعراض المميزة للمرض، والذي عادة ما يبدأ بارتفاع شديد في درجة الحرارة لمدة يوم أو يومين، ثم تظهر قرح والتهابات مؤلمة في اللثة والفم، وقد تمتد لتشمل حبوبًا صغيرة حول الفم.
وأوضح الدكتور عبد الحليم أن الفيروس يسبب صعوبة شديدة في البلع وزيادة في إفراز اللعاب (الريالة)، ما يجعل الطفل غير قادر على تناول الطعام أو الشراب بصورة طبيعية. وأضاف أن العدوى تنتقل بسهولة شديدة عن طريق ملامسة لعاب الطفل المصاب أو القرح الجلدية أو حتى من خلال الاختلاط المباشر به في المنزل أو المدرسة، مشيرًا إلى أن المرض معدٍ جدًا، “ففي أغلب الحالات، عندما يُصاب طفل واحد في الأسرة، تنتقل العدوى لباقي الأطفال خلال أيام قليلة”.

وأكد استشاري الأطفال أن العلاج لا يعتمد على المضادات الحيوية إطلاقًا، لأن المرض فيروسي المنشأ وليس بكتيريًا، موضحًا أن من الأخطاء الشائعة استعجال إعطاء الطفل مضادًا حيويًا لمجرد ارتفاع حرارته. وقال: “لو الطفل حرارته عالية لكن نشاطه جيد، منستعجلش في المضاد الحيوي، لازم الكشف أولًا والتشخيص الدقيق”.
وأشار إلى أن العلاج يعتمد على مضادات الفيروسات مثل “زوفراكس” أو “فيروستات”، مع استخدام بخاخات مسكنة للحلق مثل “بي بي سي” أو “إيجوبرايم” قبل الأكل أو الرضاعة ثلاث مرات يوميًا، بالإضافة إلى خوافض حرارة ومسكنات للألم للمساعدة في راحة الطفل. كما نصح الآباء بضرورة الاهتمام بترطيب جسم الطفل وتقديم السوائل الباردة لتخفيف آلام الفم والبلع، مع الحرص على عزل الطفل المصاب لتجنب انتقال العدوى.

وختم الدكتور محمد عبد الحليم حديثه بالتأكيد على أن فترة المرض تستمر من 7 إلى 14 يومًا بحسب مناعة الطفل واستجابته للعلاج، مشيرًا إلى أن أغلب الحالات تتحسن تدريجيًا دون مضاعفات إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، داعيًا أولياء الأمور إلى عدم القلق ولكن في الوقت نفسه عدم التهاون في الكشف والمتابعة الطبية المبكرة.