عادل حمودة يكشف سر إجبار "مبارك" على التوريث وتجهيز جمال للحكم على طريقة سوريا
كشف الكاتب الكبير عادل حمودة، عن كواليس الصراع على السلطة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وتضارب الرغبات بين المؤسسة الرئاسية، وعملاء المال ورجال الأعمال، مؤكدًا أن فكرة التوريث لم تكن قرارًا حاسمًا لدى الرئيس مبارك، بل كانت هناك حالة من التردد الواضح، ونقل عن الرئيس مبارك جملة وصفها بالغريبة قالها في إطار رفضه المبدئي للتوريث: "ماذا أورثه؟"، موضحًا أنه يُفهم من هذه الجملة شعور الرئيس الأسبق بالثقل أو حتى الخراب الذي سيورثه لابنه، ما يعكس اعترافًا ضمنيًا منه بأن سنوات حكمه الثلاثين لم تكن مثالية.
وأوضح "حمودة"، خلال تليفزيوني، أن الرئيس مبارك قد يكون أُجبر على تمرير الموضوع، أو على الأقل وافق عليه جزئيًا، ويُعتقد أن وراء هذا الإجبار جهتان رئيسيتان، وهما السيدة سوزان مبارك التي كانت الدافع الأقوى وراء دفع مشروع التوريث، فضلا عن جيل كبير من رجال الأعمال الذين أصروا على وصول جمال مبارك للحكم، خوفًا من انكشاف قضايا الفساد التي تفجرت في تلك الفترة، وضمانًا لاستمرار العمليات والامتيازات التي كانوا يتمتعون بها، مؤكدًا أن هؤلاء الرجال هم من شكلوا "جمعية المستقبل" وقادوا التغييرات في لجنة السياسات داخل الحزب الوطني الديمقراطي، وعملوا على تغيير المادة 76 من الدستور لفتح الباب أمام انتخابات رئاسية شكلية يشارك فيها أكثر من مرشح.
وقدم الكاتب الكبير عادل حمودة شهادتين حول التوريث، الأولى هي الحوار الذي دار بينه وبين أبو الوفا رشوان، سكرتير الرئيس مبارك الراحل، عام 2005، وهو حوار نُشر في حينه وتم تأكيده، موضحًا: "في 2005، طلب مني أبو الوفا رشوان تليفونيًا أن نتقابل، والتقينا الساعة الثامنة صباحًا أمام نادي الشمس، ومشينا في مضمار الخيل حتى توقفنا في مكان منعزل، وهناك، وجه له سكرتير الرئيس السؤال المحوري: "الرئيس مبارك بيسألك: لو جمال اترشح للرئاسة، إيه اللي يحصل؟"، وكان رده حاسمًا: "لا جمال ولا أبوه.. إحنا عندنا مؤسسة عسكرية، قد تبدو لك أنها غير مؤثرة في السياسة بشكل مُعلن، ولكنها مؤثرة ولو بما يسمى بـ"الريموت كنترول"، يجب أن يؤخذ رأيها أكثر مما تتصور".
وأكد أنه كان أول من كتب الجملة الشهيرة: "مصر ليست سوريا"، في إشارة صريحة لرفض توريث الحكم، على غرار ما حدث مع توريث بشار الأسد، موضحًا أن الرئيس مبارك نفسه تبنى هذه الجملة واقتبسها بالنص في إحدى رحلاته إلى أمريكا، عندما سُئل عن التوريث، حيث قال: "مصر مش سوريا"، مشيرًا إلى أنه على الرغم من إصرار سكرتير الرئيس مبارك ومقابلته معه مرة أخرى، ظل رأيه ثابتًا برفضه لمسألة التوريث، مؤكدًا على ضرورة أخذ رأي المؤسسة العسكرية في الاعتبار.



