علم الروم.. تفاصيل اتفاق استثماري ضخم بين مصر وقطر بقيمة 7 مليارات دولار

في خطوة تعكس عمق التعاون الاقتصادي بين القاهرة والدوحة، أعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، عن بدء تنفيذ حزمة الاستثمارات القطرية في مصر خلال الأيام المقبلة، وذلك وفق ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتنطلق المرحلة الأولى من خلال توقيع عقد شراكة استثمارية كبرى لتطوير مشروع اقتصادي وسياحي ضخم في منطقتي سملا وعلم الروم بمحافظة مرسى مطروح، بقيمة تقدر بنحو 7 مليارات دولار، في إطار خطة دعم الاقتصاد المصري وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في الساحل الشمالي الغربي.

صفقة استثمارية ضخمة وتوزيع العوائد

وتستهدف مصر جذب 42 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام المالي 2025-2026 .

وتشمل الاتفاقية تخصيص 5 آلاف فدان لصالح الجانب القطري في منطقة علم الروم، على أن تتولى وزارة الإسكان المصرية تنفيذ أعمال البنية التحتية وتسليم الأرض للجانب القطرى جاهزة للتنمية.

وبموجب الاتفاق، تحصل وزارة الإسكان على نسبة 40% من إيرادات المشروع، في حين يتولى المستثمر القطري إدارة وتطوير المرافق السياحية والعقارية، بما يتماشى مع معايير التنمية المستدامة العالمية.

وتمثل الصفقة خطوة استراتيجية تعزز مكانة مصر كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة، خاصة بعد دخول قطر رسميًا ضمن قائمة الدول الراغبة في الاستثمار طويل الأجل في السوق المصرية.

أهمية منطقة علم الروم وتاريخها العريق

تقع علم الروم على بعد نحو 12 كيلومترًا شرق مدينة مرسى مطروح، وتتميز بشواطئها الفيروزية ورمالها البيضاء الناعمة، ما يجعلها من أجمل المناطق الساحلية في مصر.

ويعود اسمها إلى العصر الروماني، إذ كان الموقع يضم حصنًا بحريًا استخدمه الرومان لحماية الساحل من الغزوات، ومن هنا جاءت التسمية «العلم» أي العلامة المرتفعة التي كانت ترى من البحر، كما شهدت المنطقة مرور الفتوحات الإسلامية في طريقها إلى شمال أفريقيا، ما يمنحها بعدًا تاريخيًا وثقافيًا مميزًا.

موقع استراتيجي على خريطة التنمية

تحظى علم الروم بموقع فريد لقربها من وسط مدينة مرسى مطروح، ومطار مرسى مطروح الدولي، ومحطة قطار سملا التي تربطها مباشرة بالإسكندرية، إضافة إلى قربها من رأس الحكمة وميناء حشيش، هذا الموقع المتكامل يجعلها نقطة جذب رئيسية للمشروعات السياحية والعقارية الكبرى.

ويخطط لأن يضم المشروع الجديد منتجعات وفنادق عالمية، ووحدات سكنية فاخرة، ومرسى لليخوت، إلى جانب مرافق ترفيهية وخدمية، وشبكة نقل داخلية متطورة. كما تمتاز المنطقة بشواطئ هادئة بفضل تكويناتها الطبيعية التي تعمل كمصدات أمواج، ما يجعل مياهها صافية وهادئة كالبحيرات.

القاع الذهبي قبل الصعود

يصف خبراء التطوير العقاري علم الروم بأنها القاع الذهبي قبل الصعود، في إشارة إلى أنها المرحلة التالية في دورة النمو بعد منطقة رأس الحكمة التي تشهد طفرة حالية،ويرى الخبراء أن الاستثمار فيها يمثل فرصة استباقية ذات عائد مرتفع، مع توقعات بأن تتحول إلى مركز جذب عالمي خلال السنوات المقبلة.

وجهة عالمية تجمع بين الرفاهية والطبيعة
 

إلى جانب بعدها الاستثماري، تتمتع علم الروم بمقومات تجعلها مؤهلة لتكون وجهة سياحية عالمية على البحر المتوسط. فهي تتميز بطبيعتها البكر ومواسم صيد الطيور المهاجرة في شهري سبتمبر وأكتوبر، ما يضيف إليها بعدًا بيئيًا وسياحيًا فريدًا.