باحث يكشف كيف حوّل المصريون القدماء الطب من السحر إلى العلم

قال الدكتور محمد خميس، الباحث الأثري، إن أنظار العالم بأسره تتجه نحو مصر اليوم، حيث موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي وُصف بـ"العظيم" والرائع والذي ينتظره الجميع بشغف بعد سنوات من العمل والإعداد، موضحًا أن الإثارة التي تسبق الافتتاح ليست محلية فقط، بل هي ترقب عالمي لوجود قامات سياسية وثقافية وفنية من مختلف أنحاء العالم، لتشهد انطلاق هذا الصرح الذي يُعد جوهرة المتاحف على مستوى الكوكب.

وأضاف “خميس”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد إضافة إلى قائمة المتاحف العالمية، بل هو قفزة نوعية في عالم عرض الآثار؛ فالحديث هنا ليس عن شوفينية أو تحيز وطني، بل عن حقيقة موضوعية يفرضها التصميم والمحتوى، ويتميز تصميم المتحف بكونه مستوحى بعمق من الحضارة المصرية القديمة، لكنه في الوقت ذاته ينقل علم المتاحف إلى آفاق جديدة، مؤكدًا أنه تحفة معمارية تتمتع بعلمية شديدة ورقي فني يضعها في منطقة متفردة بين المتاحف المتخصصة عالميًا.

وأوضح أن المتحف المصري الكبير يكتسب قيمته الفائقة لكونه مخصصًا لحضارة ذات قيمة استثنائية، فهي تسبق كل الحضارات القديمة وأثّرت في البشرية جمعاء في مجالات لا تُحصى، والقيمة الاستثنائية للمتحف تأتي من المحتوى الذي يحتويه، وهو إنجازات حضارة عُرِفت بقفزاتها العلمية الهائلة.

ولفت إلى أنه لم يقتصر إنجازهم على الممارسات البسيطة؛ فالحضارة المصرية هي التي حولت الطب والعلاج من الشعوذة والسحر إلى الطب العلمي، كما تشهد على ذلك برديات شهيرة مثل إيبرس، وكاهون، وإدوين سميث، موضحًا أن الحضارة المصرية القديمة شهدت تحولًا جذريًا في البناء على يد العبقري إيمحتب في الأسرة الثالثة، من البناء بالطوب اللبن إلى استخدام الحجارة، مما وضع حجر الأساس للعمارة الضخمةن وتظهر العبقرية الفلكية للمصريين القدماء في ظهور "الزودياك المصري" الذي يتحدث عن الأبراج ومواقع النجوم، المنتشر على أسقف المعابد القديمة.

وأكد أن كل مجال يُفكر فيه المرء يجد فيه قفزة علمية حقيقية أحدثتها الحضارة المصرية القديمة، مما يبرر هذا الاهتمام العالمي غير المسبوق بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يستعد ليكون البوابة الجديدة لاستكشاف هذه الحضارة العظيمة.

https://www.youtube.com/watch?v=UDB9rFhZrWo