مدبولي: الدولة تضع صحة المواطن على رأس أولوياتها ضمن رؤية مصر 2030
استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، تقريرًا أعدّه الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، حول ما حققته الهيئة خلال الفترة من 2019 إلى 2025، والتي شهدت طفرة شاملة في تطوير البنية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وفقًا للمعايير العالمية.
الدولة تضع صحة المواطن في صدارة أولوياتها
أكد رئيس الوزراء أن القطاع الصحي يمثل أحد ركائز التنمية الشاملة التي تستهدف تحسين جودة حياة المواطن، مشيرًا إلى أن الدولة نفذت خلال السنوات الماضية مشروعات كبرى لتطوير البنية التحتية للمستشفيات والوحدات الصحية ورفع كفاءة الكوادر الطبية.
وأضاف أن الحكومة تعمل في إطار رؤية مصر 2030 على بناء نظام صحي متكامل ومستدام يضمن خدمات طبية متميزة لجميع المواطنين.
منظومة متكاملة للرعاية.. من محافظة إلى ست محافظات
وأوضح الدكتور أحمد السبكي أن الهيئة، منذ إنشائها عام 2019، وضعت المريض في قلب أولوياتها، ونجحت في التوسع من محافظة واحدة (بورسعيد) إلى ست محافظات بنهاية 2025، هي: بورسعيد، الأقصر، الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، وأسوان.
كما ارتفع عدد المنشآت الصحية التابعة للهيئة من 41 منشأة عام 2019 إلى 328 منشأة عام 2025 تضم 42 مستشفى و286 مركزًا ووحدة صحية.
توسّع في التغطية وعدد المستفيدين
شهدت الهيئة زيادة كبيرة في عدد المستفيدين من خدماتها من 579 ألف مواطن عام 2019 إلى أكثر من 6.2 مليون مواطن عام 2025.
كما ارتفع عدد الخدمات الطبية المقدمة من 19 مليون خدمة إلى أكثر من 79 مليون خدمة خلال الفترة نفسها، ما يعكس نمو القدرة التشغيلية للمنظومة.
طب الأسرة والرعاية الأولية.. حجر الأساس
أوضح رئيس الهيئة أن خدمات طب الأسرة شهدت قفزة كبيرة، إذ ارتفعت من 737 ألف خدمة إلى قرابة 21 مليون خدمة، فيما زادت خدمات الفحص الطبي الشامل من 175 ألفًا إلى 6.3 مليون خدمة.
وبلغ إجمالي خدمات الرعاية الأولية أكثر من 40 مليون خدمة عام 2025، بعد تطوير وحدات الفحص الشامل ورفع كفاءتها التشغيلية.
تقدم نوعي في الجراحات والخدمات الإكلينيكية
ارتفع عدد العمليات الجراحية من 34 ألفًا عام 2019 إلى أكثر من 770 ألف عملية عام 2025، منها 142 ألف عملية متقدمة أُجريت لأول مرة داخل منشآت الهيئة.
كما تم توحيد 490 بروتوكولًا علاجيًا في 33 تخصصًا طبيًا لضمان الممارسات الإكلينيكية الموحدة، وإطلاق وحدات متخصصة مثل عناية السكتة الدماغية، وزراعة الأعضاء، وجراحات القلب والأوعية الدقيقة.
تحول رقمي شامل وملف طبي إلكتروني موحد
أشار "السبكي" إلى اكتمال ميكنة المنشآت الصحية بنسبة 100% في وحدات الرعاية الأولية و90% في المستشفيات، وإنشاء ملف طبي إلكتروني موحد لكل مريض.
كما تم إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرار وتحسين دقة التشخيص، إلى جانب تفعيل خدمات الاستشارات الطبية عن بُعد.
استدامة وتحول أخضر داخل المنشآت الصحية
أولت الهيئة اهتمامًا كبيرًا بملف الاستدامة البيئية من خلال إنشاء وحدة متخصصة، وتنفيذ 14 محطة للطاقة الشمسية بالمستشفيات والمراكز الطبية.
وحصلت منشآت الهيئة على اعتمادات دولية من منظمات (GGHH) و(JCI) كأول مستشفيات خضراء في مصر.
قفزة مالية.. ونمو في الاعتماد الذاتي
حققت الهيئة تطورًا ماليًا ملحوظًا، إذ ارتفعت إيراداتها من 400 مليون جنيه عام 2019/2020 إلى 11.6 مليار جنيه عام 2024/2025، وبلغت نسبة الاعتماد على التمويل الذاتي 59% مقابل انخفاض التمويل الحكومي بنسبة 14%.
تدريب الكوادر وتنمية القدرات البشرية
نفذت الهيئة أكثر من 70 ألف برنامج تدريبي استفاد منها 42 ألف كادر طبي وإداري في المحافظات الست، بهدف رفع كفاءة الأداء وضمان جودة الخدمة واستدامة المنظومة الصحية.
السياحة العلاجية والابتكار العلمي
استقبلت الهيئة أكثر من 25 ألف مريض أجنبي من 112 دولة بإجمالي إيرادات تجاوزت 5.2 مليون دولار.
كما حققت مصر إنجازًا علميًا جديدًا من خلال اعتماد تقنية "مدكور الطبية" كأول ابتكار مصري معتمد دوليًا في مجال مناظير الجهاز الهضمي.
جوائز دولية وتميّز في التحول الرقمي
حصلت الهيئة العامة للرعاية الصحية على عدد من الجوائز الدولية، منها:
الجائزة الماسية في التحول الرقمي من اتحاد المستشفيات العربية.
الجائزة الذهبية في الاستدامة والمسؤولية البيئية من الاتحاد العالمي للمستشفيات 2024.
المركز الثاني في الجائزة التقديرية للمشروعات الكبرى في كفاءة الطاقة 2025.
الاعتراف الدولي لمستشفى شرم الشيخ الدولي كأول مستشفى خضراء في مصر.
التزام مستمر نحو مستقبل صحي مستدام
اختتم الدكتور أحمد السبكي التقرير بالتأكيد على أن الهيئة تواصل مسيرتها في تطوير وتوسيع منظومة التأمين الصحي الشامل، وتعزيز جودة الخدمات وتحسين تجربة المريض، وبناء نظام صحي عصري قائم على الابتكار، الكفاءة، والاستدامة، دعمًا لرؤية الدولة المصرية 2030.





