مراحل تحول طبيعة الانتخابات في مصر من منافسة نزيهة لمعارك غير شريفة|خاص
شهدت الحياة السياسية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة تحولات جوهرية في شكل وطبيعة المنافسة الانتخابية، من برلمان 2015 مرورًا بـ 2020، وحتى انتخابات مجلس النواب 2025.
فمنذ أول برلمان بعد إقرار دستور 2014 وحتى الاستعدادات الجارية لانتخابات مجلس النواب 2025، مرّت العملية الانتخابية بمراحل متعددة، تنوّعت بين إعادة بناء النظام الحزبي، وظهور تحالفات انتخابية جديدة، واتساع نطاق المشاركة للشباب والمرأة، وصولًا إلى اعتماد أدوات حديثة في إدارة الحملات والتواصل مع الناخبين.
المنافسة الانتخابية في مصر تحولت من البرامج إلى التشويه الشخصي
أكدت ولاء عزيز، المستشارة السياسية والبرلمانية، أن المشهد الانتخابي في مصر شهد تغيّرًا جذريًا منذ عام 2015 وحتى اليوم. في انتخابات 2015، كانت المنافسة تركز على قدرة المرشحين على تقديم خدمات ملموسة للمواطنين وبرامج واضحة لتنمية المجتمع، مع سعي كل مرشح لإثبات كفاءته ومهاراته أمام الناخبين.

وأضافت عزيز في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز" أن انتخابات 2020 شهدت بداية تحول واضح في طبيعة المنافسة، حيث ظهر الاعتماد على اتهامات متبادلة وتشويه سمعة المرشحين بدلاً من التركيز على برامجهم وكفاءتهم.
ولفتت إلى أن النقاش السياسي بدأ يتحول من عرض القدرات والخطط إلى التركيز على الإشكاليات الشخصية أو الاتهامات الأخلاقية، ما أثر على مستوى الحوار الانتخابي في المجتمع.
وبالنسبة لانتخابات 2025، أوضحت ولاء عزيز أن المنافسة اتجهت نحو أبعاد أخطر، مع انتشار التسريبات والأخبار الأخلاقية في العلن، حتى في مناطق كانت تُعتبر بعيدة عن مثل هذه الممارسات سابقًا، مشيرة إلى أن هذا التحول يؤكد وجود تغيرًا في المجتمع نفسه على المستوى الأخلاقي قبل أن يظهر على المستوى السياسي.
وأوضحت عزيز أسباب هذا التحول، مشيرة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار بشكل سريع، وضعف دور الأحزاب في توجيه النقاش السياسي، وفقدان ثقة بعض المواطنين في المعلومات الرسمية، بالإضافة إلى توجه الإعلام نحو الإثارة أكثر من التركيز على الحقائق، ما أدى إلى تضخيم دائرة الفضائح وتقليص مساحة النقاش الموضوعي.
وأكدت عزيز أن هذا الواقع يتطلب مراجعة شاملة لثقافة المشاركة السياسية في المجتمع، قائلة: "الانتخابات ليست مجرد معركة فضائح، بل هي اختبار حقيقي لأخلاق المجتمع قبل أن تكون اختبارًا سياسيًا."





