أخصائي نفسي لـ" مصر تايمز": تخلص طالب المحلة من حياته جرس إنذار لخطورة إهمال الصحة النفسية للمراهقين
قالت إيمان ممتاز، الأخصائي النفسي، تعليقًا على واقعة انتحار طالب بالمرحلة الإعدادية في المحلة الكبرى بعد رفض والده ذهابه إلى المدرسة، إن هذه الحادثة المؤلمة تذكّرنا بخطورة التحديات النفسية التي يمر بها المراهقون، خاصة في هذه المرحلة العمرية التي تتسم بتغيرات نفسية وهرمونية كبيرة.
وأوضحت ممتاز لـ " مصر تايمز" أن رفض الأهل لرغبات الأبناء، حتى وإن بدت بسيطة، قد يُستقبل من المراهق على أنه رفض لشخصه أو تقليل من قيمته، خصوصًا في غياب الحوار والتفاهم المستمر داخل الأسرة.
وأضافت ممتاز، أن الانتحار لدى المراهقين غالبًا لا يكون نتيجة موقف واحد، بل نتيجة تراكم ضغوط نفسية واجتماعية يشعر معها الشاب في لحظة ما أنه لم يعد قادرًا على احتمالها أو التعبير عنها، لافتة إلى أن رفض الأب ذهاب الابن إلى المدرسة ربما كان "القشة التي قصمت ظهر البعير"، خاصة إذا كان الطالب يعاني من شعور سابق بالإهمال أو فقدان الثقة بالنفس أو ضعف التواصل الأسري.
وأكدت " ممتاز" أن المراهق في مثل هذه الحالات يشعر بالعجز وفقدان السيطرة، وقد يرى في الانتحار وسيلة للهروب من الألم أو لتوصيل رسالة صامتة للآخرين، لافتة إلى أن غياب الدعم النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل يجعل المراهق غير قادر على التعبير عن ضيقه بطرق صحية.
وشددت الأخصائي النفسي على أن التواصل الإيجابي والاستماع لمشاعر الأبناء يمثلان درعًا واقيًا من الاضطرابات النفسية ومحاولات إيذاء الذات، كما أن للمدارس دورًا مهمًا في تقديم الدعم النفسي للطلاب وملاحظة أي مؤشرات على الضيق أو العزلة.
وتابعت، إن هذه المأساة تعكس الحاجة الملحّة لزيادة الوعي المجتمعي بالصحة النفسية للمراهقين، وضرورة توفير قنوات آمنة للتعبير وطلب المساعدة دون خوف أو وصمة.
