خبير شؤون أمريكية: وثيقة وقف الحرب خطوة مهمة والتحدي الأكبر إعادة إعمار غزة
أكد الخبير في الشؤون الدولية الأمريكية الدكتور أحمد سيد أحمد، أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي، وكذلك كلمته في قمة شرم الشيخ للسلام، يعكسان رغبة ترامب في الظهور بمظهر "رجل السلام" القادر على وقف الحروب، مشيرًا إلى أن نجاحه في وقف الحرب على غزة،جاء بعد ضغوط واضحة مارسها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح أحمد في حديثه، ل مصر تايمز، أن مفهوم السلام لدى ترامب لا يزال غامضًا ومختلفًا عن الرؤية العربية والمصرية، إذ يقتصر في نظره على وقف الحرب وتوسيع دائرة التطبيع في إطار ما يسمى بـ"الاتفاقات الإبراهيمية"، بينما تتمسك الرؤية المصرية والعربية والفلسطينية بالسلام العادل القائم على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف الخبير في الشؤون الدولية، أن مصر تنطلق من قناعة راسخة بأن تحقيق السلام المستدام يتطلب معالجة جذور الصراع، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، مؤكدًا أن ذلك وحده كفيل بإنهاء دوامات العنف وفتح الباب أمام اندماج إسرائيل الحقيقي في المنطقة.
وأشار إلى أن ترامب ونتنياهو لا يزالان يختزلان مفهوم السلام في مجرد وقف الحرب، معتبرين أن "وقف القتال يعني تحقيق السلام"، وهو ما يبتعد كثيرًا عن جوهر السلام العادل. ولفت إلى أن حديث ترامب في الكنيست تجاهل تمامًا الإشارة إلى حل الدولتين أو الحقوق الفلسطينية، بل ذهب إلى وصف إسرائيل بـ"الدولة الصغيرة"، في إشارة فُهمت كضوء أخضر لتوسيع الاستيطان أو ابتلاع أراضٍ جديدة.
وتابع أحمد أن رسائل الرئيس السيسي خلال قمة شرم الشيخ جاءت واضحة، إذ أكدت أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام هو إقامة الدولة الفلسطينية ضمن رؤية شاملة تشمل إعمار غزة وإدارتها بمشاركة دولية، مشددًا على أن مصر والعالم العربي وأوروبا باتوا يطرحون رؤية متكاملة للسلام، تختلف عن المقاربة الأمريكية الإسرائيلية.
وقال أحمد، إن زيارة ترامب إلى شرم الشيخ تمثل تحولًا مهمًا في الموقف الأمريكي، إذ استمع لأول مرة إلى الموقفين العربي والأوروبي بشكل مباشر، بعد أن كان سابقًا "يرى بعيني نتنياهو ويسمع بأذنيه"، على حد وصفه.
وأشار الخبير في الشؤون الأمريكية إلى إن وثيقة ضمان وقف الحرب التي وقعها ترامب تشكل خطوة مهمة لضمان عدم تراجع نتنياهو عن التزاماته كما حدث في مرات سابقة، إلا أن التحدي الحقيقي الآن هو إعادة إعمار غزة واستعادة عافيتها، وربط ذلك بعملية سياسية تؤدي في النهاية إلى تجسيد حل الدولتين والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.





