الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

رئيس حزب الريادة لـ"مصر تايمز": اتفاق شرم الشيخ نهاية للحرب في غزة وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار

الإثنين 13/أكتوبر/2025 - 11:28 م
قمة شرم الشيخ
قمة شرم الشيخ

بعد عامين من الحرب المدمرة على غزة، جاءت قمة شرم الشيخ للسلام كمحطة فارقة في الجهود الإقليمية والدولية لوقف العدوان، حيث وقّع قادة عدة دول عربية ودولية على وثيقة اتفاق غزة، برعاية مصرية مباشرة.

 

قمة شرم الشيخ.. محطة جديدة أم فرصة أخيرة؟

وجاء توقيع وثيقة اتفاق غزة خلال قمة شرم الشيخ للسلام، ليمثل محطة فارقة في مسار إنهاء الحرب الدامية التي استمرت لأكثر من عامين، وأسفرت عن آلاف الضحايا ودمار واسع في قطاع غزة.

 

ونجحت مصر، عبر رعاية كاملة ومفاوضات معقدة، في جمع عدد من قادة وزعماء الدول العربية والغربية للتوقيع على الوثيقة، ما منح الاتفاق ثقلًا سياسيًا غير مسبوق.

 

وفي ظل الزخم الإقليمي والدولي الذي حظيت به القمة، ظهر التساؤل الأقوى حول ما هي ضمانات نجاح الاتفاق في ظل تجارب وقف إطلاق النار السابقة التي فشلت؟، وكيف سيكون دور مصر في المشهد الفلسطيني على المدى البعيد؟

 

فرض هدنة حقيقية في غزة

وفي هذا الصدد، قال المستشار كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، إن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل لحظة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ليس فقط من حيث النتائج المعلنة، بل من حيث الطريقة التي أُنجز بها الاتفاق، مؤكدًا أن "هذه المرة لا يشبه ما سبق، لأن العالم كله كان حاضرًا وشاهدًا".


أكد حسنين أن فرص نجاح الهدنة الحالية أكبر من أي وقت مضى، موضحًا أن اتفاق شرم الشيخ ليس مثل الاتفاقات السابقة التي كانت تتم في غرف مغلقة أو بوساطة ثنائية، فاليوم، هناك قادة دول من العالم العربي والإسلامي وأوروبا وأفريقيا شهدوا توقيع الاتفاق. أهم من ذلك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن صراحة: هذه نهاية الحرب، وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار".

 

وأوضح أن الحروب السابقة، رغم الوساطات المصرية أو القطرية، كانت تنهار لأن إسرائيل لم تكن تجد رقيبًا دوليًا حقيقيًا، مضيفًا: "ما حدث في شرم الشيخ يضع إسرائيل لأول مرة أمام مسؤولية سياسية مباشرة أمام المجتمع الدولي".

 

ضمانات نجاح اتفاق وقف إطلاق النار

قال رئيس حزب الريادة إن الضمانة الأكبر لنجاح الاتفاق هذه المرة هي وجود توقيع ورعاية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب إشراف مصر ودول إقليمية مؤثرة مثل قطر وتركيا، مضيفًا: "الولايات المتحدة دائمًا كانت الدولة الوحيدة القادرة على الضغط الحقيقي على إسرائيل. ما يميز هذا الاتفاق أن أمريكا لم تكن فقط وسيطًا، بل كانت طرفًا مُعلِنًا ومُتحدثًا باسم الاتفاق. العالم كله رأى ترامب يعلن وقف الحرب بنفسه".

 

وأشار إلى أن التغير في الموقف الأمريكي جاء نتيجة إدراك الإدارة الأمريكية لعزلتها الدولية المتزايدة بسبب ممارسات إسرائيل، خصوصًا بعد التصويت الأخير في مجلس الأمن حيث وقفت أمريكا بمفردها ضد وقف الحرب، قائلاً: "البيت الأبيض اكتشف أن إسرائيل تجره إلى عزلة دولية، وكان لابد من تغيير المسار".

 

دور مصر في المشهد الفلسطيني على المدى البعيد

قال حسنين إن الدولة المصرية لم تخرج يومًا من القضية الفلسطينية، لكنها اليوم تعود بشكل أوسع وأكثر تأثيرًا، مشيرًا إلى أن مصر لا تكتفي بالوساطة، بل تتولى الإشراف المباشر على إعادة إعمار غزة، وهي مسؤولية تعكس الثقة الدولية في القاهرة.

 

وأضاف: "الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن منذ بداية الأزمة أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية العرب، بل قضية أمن قومي لمصر. ومنذ عام 1948، ومصر تخوض معارك سياسية وعسكرية من أجل فلسطين".

 

وأضاف أن المبادئ الثلاثة التي أعلنها الرئيس السيسي في القمة – لا للتهجير، لا للقضاء على الدولة الفلسطينية، لا لإنهاء الحقوق – تمثل أساسًا سياسيًا ثابتًا للدور المصري.

 

ولفت إلى أن رفع الأعلام المصرية في غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار يؤكد أن الشعب الفلسطيني يثق في مصر، قائلاً: "غزة كلها خرجت، مش فقط حماس، لترفع علم مصر، وهذا أبلغ رد على من يشكك في الدور المصري أو يقلل من تأثيره".