حسين عبد الغني: المعارضة الإسرائيلية شريك في الجريمة.. عقيدة الصهيونية لا تعترف بسلام أو إنسانية
في تعليق قوي على تصريحات زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أكد الكاتب الكبير والصحفي والإعلامي حسين عبد الغني أن من يظن وجود اختلاف جوهري بين المعارضة الإسرائيلية وحكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو، فهو مخطئ، مشيرًا إلى أن المجتمع الإسرائيلي بأكمله يقوم على فكرة واحدة وهي “الصهيونية”، التي تقوم على التوسع والسيطرة وتبرير العنف ضد الفلسطينيين.
جاء ذلك خلال لقاء عبد الغني مع الإعلامية لميس الحديدي في الاستوديو التحليلي لقمة شرم الشيخ للسلام على شاشة قناة “النهار”، حيث قال إن تصريحات لابيد، التي نفى فيها وجود تجويع متعمّد في غزة واتهم حركة حماس بـ"التلاعب بالعقول"، تكشف بوضوح العقلية الصهيونية المشتركة بين جميع أطياف السياسة الإسرائيلية، سواء في الحكومة أو المعارضة.
وأوضح عبد الغني أن “المشكلة ليست في نتنياهو أو سموتريتش أو بن غفير فقط، بل في المجتمع الإسرائيلي كله الذي تربى على أفكار الصهيونية الاستيطانية”. وأضاف: “علينا أن نتذكر أن أول من بنى مستوطنة في الضفة الغربية لم يكن من اليمين المتطرف، بل إسحق رابين نفسه، الذي روّج له الغرب باعتباره صانع سلام”.
وأشار الكاتب الكبير إلى أن تصريحات لابيد تمثل “خدمة للحقيقة”، لأنها تزيل القناع عن الادعاءات التي تحاول التفرقة بين حكومة اليمين والمعارضة، لافتًا إلى أن الخلاف الوحيد بينهما يتمثل في ملف الرهائن الإسرائيليين، إذ تتهم المعارضة نتنياهو بالتضحية بهم لتحقيق مكاسب سياسية، بينما لا يوجد أي خلاف بينهما في ما يتعلق بسياسات الإبادة الجماعية أو التجويع الممنهج ضد الفلسطينيين.
وأضاف عبد الغني أن فكرة “إسرائيل الكبرى” ليست وليدة حكومة نتنياهو، بل طرحها ديفيد بن جوريون منذ عام 1918، أي قبل ثلاثين عامًا من قيام دولة الاحتلال، ما يعكس أن التوسع جزء أصيل من الفكر الصهيوني وليس مجرد توجه سياسي عابر.
واختتم عبد الغني حديثه بالتأكيد على أن “المجتمع الإسرائيلي، بكل تياراته، يقوم على عقيدة التوحش والتوسع اللامحدود”، داعيًا الرأي العام الدولي إلى قراءة المشهد بعمق، وفهم أن الاحتلال ليس أزمة حكومة متطرفة، بل بنية فكرية كاملة تستند إلى التوسع والإقصاء والإنكار المستمر لحقوق الشعب الفلسطيني.