جائزة نوبل للسلام 2025.. ماريا كورينا ماتشادو البطلة المدافعة عن الحرية والديمقراطية فى أمريكا اللاتينية
في تقدير عالمي جديد لنضالها من أجل الحرية والديمقراطية، أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية، اليوم الجمعة، عن منح جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى ماريا كورينا ماتشادو، زعيمة الحركة الديمقراطية في فنزويلا، تكريماً لشجاعتها وإصرارها على الدفاع عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدها.
وجاء في بيان الأكاديمية أن الجائزة تُمنح إلى "بطلة السلام الشجاعة التي أبقت شعلة الديمقراطية مضيئة وسط ظلام سياسي متصاعد"، مشيرة إلى أن ماتشادو تمثل "واحدة من أبرز رموز الشجاعة المدنية في أميركا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة".

وأضاف البيان أن الفائزة أسهمت في "توحيد صفوف المعارضة الفنزويلية بعد سنوات من الانقسامات العميقة"، مؤكداً أن تحركاتها كانت "أساسية في بلورة مطالب المعارضة بإجراء انتخابات حرة وحكومة تعبّر عن إرادة الشعب".
وتبلغ قيمة الجائزة نحو 11 مليون كرونة سويدية (أي ما يعادل 1.17 مليون دولار) إلى جانب ميدالية ذهبية تُقدَّم من ملك السويد في حفل رسمي يقام في أوسلو.

مسيرة سياسية حافلة:
بدأت ماريا كورينا ماتشادو مسيرتها في حزب العمل الديمقراطي قبل أن تؤسس حزبها الخاص "العمل الوطني" المعروف بتوجهاته الليبرالية وموقفه الداعم لاقتصاد السوق. وفي عام 2011 انتُخبت عضواً في الجمعية الوطنية الفنزويلية، حيث ركزت على الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز المشاركة السياسية.
وفي عام 2014، أسست تحالفا واسعا تحت اسم "التحالف من أجل الحرية"، جمع مختلف أطياف المعارضة لمواجهة نظام الرئيس نيكولاس مادورو، وبعد عقد من الزمن، أي في 2024، فازت في الانتخابات التمهيدية للمعارضة لتصبح المرشحة الرئاسية المحتملة، إلا أن المحكمة العليا منعتها من الترشح بدعوى وجود مخالفات مالية.
مواقفها البارزة:
تتبنى ماتشادو مواقف حاسمة ضد النظام الاشتراكي القائم، داعيةً إلى خصخصة الشركات العامة وتقليص دور الدولة في الاقتصاد، وتؤكد أن الإصلاح الاقتصادي والسياسي هو الطريق لاستعادة الاستقرار في فنزويلا.
وفي يناير 2025، تصدرت المشهد السياسي مجدداً عقب مشاركتها في مظاهرات حاشدة ضد حكومة مادورو في العاصمة
كراكاس، حيث تم اعتقالها لفترة قصيرة في حادث وصفه فريقها بأنه "اختطاف سياسي"، ما أثار تنديداً دولياً واسعاً.
اعتراف دولي متصاعد
وقبل نيلها جائزة نوبل، حصلت ماتشادو في عام 2024 على جائزة ساخاروف لحرية الفكر من البرلمان الأوروبي، تقديراً لدورها الريادي في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.





