محمد الشنتناوي: وقف إطلاق النار انتصار دبلوماسي لمصر ودليل على ريادتها الإقليمية
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ لتنفيذ المرحلة الأولى المتفق عليها بين حركة حماس وإسرائيل في اجتماعات شرم الشيخ والتي تقضي بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال الساعات القليلة المقبلة مقابل الإفراج عن حوالى 2000 أسير وأسيرة فلسطينية من بينهم المئات من ذوي المحكوميات العالية والمؤبد.
وقف إطلاق النار انتصارًا دبلوماسيًا لمصر
وفي هذا السياق؛ قال الباحث في الشأن الإسرائيلي محمد الشنتناوي إن التطورات الأخيرة المتعلقة ببدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تؤكد الدور المحوري لمصر في حفظ الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن الوساطة المصرية كانت وستظل حجر الأساس في أي اتفاق بين الأطراف المتصارعة.
وأضاف الشنتاوي في تصريحات خاصة لـ مصر تايمز، أن القاهرة أثبتت مجددًا أنها الدولة العربية الأكثر تأثيرًا، وأن نجاح المفاوضات على الأراضي المصرية يعد انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا يعيد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية بعد سنوات من التحديات، موضحًا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك حدودًا مباشرة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ما يمنحها ثقلًا خاصًا وقدرة فريدة على فهم أبعاد الأزمة والتعامل معها بواقعية.
وأشار الباحث في الشأن الإسرائيلي إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا ضامنًا أساسيًا في هذا الاتفاق، مؤكدًا أن أي تسوية نهائية لن تكتمل إلا بتوقيعها الرسمي، كما أن هناك زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، ستكون بمثابة تأكيد للدور المصري القيادي في المنطقة.
الدور المصري في تصفية القضية الفلسطينية
وأكد الشنتناوي أن القاهرة نجحت في إحباط محاولات متعددة لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير سكان غزة، و وقف إطلاق النار، و حافظت على ثوابت الموقف المصري، الذي لا يقوم على مصالح آنية، بل على إرادة شعبية ثابتة ترفض المساس بالقضية الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالوضع داخل إسرائيل، أوضح الشنتناوي أن هناك انقسامًا وتباين في الشارع الإسرائيلي بين اليمين الذي يرغب في استمرار الحرب لتحقيق السيطرة الكاملة على القطاع، وبين اليسار الذي يرى أن وقف إطلاق النار خطوة ضرورية، و هذا الانقسام قد يفتح الباب أمام انتخابات إسرائيلية مبكرة ربما تُحدث تغيرًا في المشهد السياسي، مشيرًا إلى أن نتنياهو يعيش آخر مراحل بقائه السياسي، رغم محاولاته المستمرة لإحياء نفسه سياسيًا عبر إثارة أزمات جديدة.





