إثر إندلاع حريق ضخم بمصبغة مصنع غزل البشبيشي
محمد جبران وزير العمل يعلن عن زيارته العاجلة اليوم لمحافظة الغربية
تسود أجواء الحزن العميق مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، عقب الكارثة المفجعة التي شهدتها منطقة السَرَجة بحي أول المحلة، إثر اندلاع حريق ضخم بمصبغة مصنع غزل البشبيشي، والذي أسفر عن انهيار جزء من المبنى، وسقوط عدد كبير من الضحايا بين شهيد ومصاب، بينهم رجال من قوات الحماية المدنية الذين ارتقوا أثناء تأدية واجبهم البطولي في مواجهة النيران.
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة بالحزن والألم، أعلن محمد جبران وزير العمل عن زيارته العاجلة اليوم لمحافظة الغربية، حيث من المقرر أن يلتقي اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، لمناقشة تطورات الحادث، وطرح القضايا الجوهرية المرتبطة بسلامة وأوضاع عمال المصانع، خاصة في المناطق الصناعية بالمحلة التي تضم آلاف العمال وتشكل قلب صناعة الغزل والنسيج في مصر.
وكان الوزير قد وجّه، منذ الساعات الأولى لوقوع الحادث، مديرية العمل بمحافظة الغربية بالتواجد الفوري في موقع الانفجار والحريق، لمتابعة الموقف ميدانيًا والوقوف على أسبابه، مؤكدًا أن الوزارة لن تتوانى عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة تجاه أي تقصير أو إهمال تسبب في هذه الكارثة.
وأوضح بيان الوزارة أن الحادث اندلع جراء انفجار غلاية بخط الإنتاج في الدور الأول العلوي للمبنى، ما أدى إلى تصاعد ألسنة النيران بصورة مفاجئة وانهيار جزئي لستة طوابق من المصنع، وسط محاولات مكثفة من قوات الحماية المدنية لاحتواء الحريق وإنقاذ العمال المحاصرين.
وخلال الزيارة، من المنتظر أن يلتقي وزير العمل بعدد من أسر الضحايا والمصابين، لتقديم واجب العزاء وتأكيد تضامن الدولة الكامل معهم، إلى جانب مناقشة آليات عاجلة لتعويض الأسر المنكوبة، وضمان حصولهم على حقوقهم المادية والمعنوية. كما سيشدد الوزير على مراجعة اشتراطات السلامة المهنية داخل المصانع، والتأكيد على إلزام أصحاب الأعمال بتوفير أقصى درجات الأمان للعاملين.
من جانبه، صرح نهاد عبدالمعطي مدير مديرية العمل بالغربية أن فريق المديرية كان متواجدًا منذ فجر الجمعة في موقع الحادث، لمتابعة الوضع عن قرب، مشيرًا إلى أن الوزير طالب بإعداد تقرير شامل عن أسباب الحريق وخسائره، تمهيدًا لاتخاذ قرارات صارمة تحول دون تكرار مثل هذه المآسي.
زيارة وزير العمل اليوم تأتي لتفتح ملفًا شائكًا طال انتظاره، وهو ملف حقوق وأمان العمال في المصانع، خاصة تلك التي تشهد كثافة عمالية كبيرة. وبينما تودع المحلة شهداءها، يترقب الجميع أن تتحول هذه الكارثة إلى نقطة تحول جادة نحو تحسين بيئة العمل وإنهاء معاناة العمال مع مخاطر الإهمال.