السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بحضور بوتين.. منتدى الطاقة الذرية العالمي يشهد نقل وعاء المفاعل الأول للضبعة وتوقيع اتفاقيات جديدة بين مصر وروسيا في الذكرى الـ80 للصناعة النووية الروسية

الأربعاء 24/سبتمبر/2025 - 10:51 م
مصر وروسيا
مصر وروسيا

يشارك الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، غدًا الخميس، في فعاليات الأسبوع الذري العالمي (WAW)، الذي تستضيفه روسيا الاتحادية خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر 2025 بالعاصمة موسكو، وهو أكبر حدث مخصص للصناعات النووية والصناعات ذات الصلة على مستوى العالم، ويجمع قيادات سياسية وعلمية وصناعية من أكثر من 100 دولة، بمشاركة نحو 10 آلاف زائر و18 ألف شاب في برنامج الشباب، إلى جانب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزراء الطاقة بالدول المشاركة.

مصر وروسيا 

وتأتي المشاركة المصرية في إطار الحرص على التواصل المستمر مع الجانب الروسي، وتعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين في المجال النووي السلمي.

 

مراسم نقل وعاء ضغط المفاعل الأول للضبعة

تشهد الفعاليات مراسم تحريك وعاء ضغط المفاعل الأول لمحطة الضبعة النووية من مصنع AEM-Technology بمدينة بطرسبرغ الروسية تمهيدًا لشحنه إلى مصر، وهو أحد أهم مراحل تنفيذ البرنامج النووي المصري السلمي لتوليد الكهرباء.

منتدى الطاقة الذرية العالمي

وسيعقد الوزير لقاءات مع مسئولي الملف النووي الروسي والقائمين على تنفيذ البرنامج النووي المصري لبحث تطورات الأعمال ومتابعة مستجدات مشروع محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، ومجريات التنفيذ في إطار المخطط الزمني للمشروع، إضافة إلى لقاءات مع مسئولي شركات صناعة المهمات لبحث توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة.

 

اتفاقيات جديدة وتعاون مشترك

ومن المنتظر توقيع عقود شراكة جديدة بين مصر وروسيا خلال فعاليات المنتدى، من بينها عقد لتوريد طابعتين ثلاثية الأبعاد تستخدمان في مجالات الطب والنفط، بتكلفة 70 مليون روبل، تشمل التوريد خلال العام المقبل، مع تدريب الكوادر المصرية على تشغيل هذه التقنية الحديثة.

المنتدى والاحتفال بمرور 80 عامًا على الصناعة النووية الروسية

يقام المنتدى تحت شعار "كل شيء يبدأ بالذرة"، ويتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عامًا على إنشاء الصناعة النووية الروسية، حيث يعود التاريخ الرسمي لانطلاقها إلى 20 أغسطس 1945 مع تأسيس اللجنة الخاصة لاستخدام الطاقة الذرية لليورانيوم.

ويعرض المنتدى مساهمة الصناعة النووية في تنمية الاقتصاد العالمي، والدور الذي تلعبه التقنيات النووية في تحسين حياة البشر وضمان بيئة طبيعية مستدامة، عبر جلسات عامة وموائد مستديرة بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين ورؤساء الشركات الكبرى.

محطة الضبعة النووية.. مشروع استراتيجي

تُعد محطة الضبعة النووية أكبر مشروع طاقة مشترك بين مصر وروسيا، حيث تضم أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها باستخدام مفاعلات VVER-1200 (مفاعل الماء المضغوط) من الجيل الثالث المطور (III+).

وتتولى شركة روساتوم الروسية بناء المحطة وتوفير الوقود النووي طوال دورة حياتها، فضلًا عن تقديم الدعم الفني والتشغيلي لمصر خلال أول عشر سنوات من تشغيلها، إلى جانب إنشاء منشأة خاصة لتخزين الوقود النووي المستهلك.

ومن المقرر أن تسهم المحطة في زيادة حصة الكهرباء منخفضة الكربون في مصر وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 11 مليون طن سنويًا. ويشارك بالفعل أكثر من 20 ألف عامل في أعمال الإنشاء، مع استمرار تزايد الأعداد، فيما يتواصل تدريب الكوادر المصرية بفرع الأكاديمية التقنية في سانت بطرسبرغ، حيث سيتم تدريب نحو 1700 متخصص مصري حتى عام 2028 على المستويين النظري والعملي.

تعاون أوسع بين مصر وروسيا

إلى جانب محطة الضبعة، تتعاون روساتوم مع مصر في مجالات أخرى تشمل:

توريد مكونات الوقود النووي منخفض التخصيب لمفاعل الأبحاث المصري الثاني (ETRR-2).

التعاون في مجالات الطب النووي، والمعدات الطبية، والمواد المضافة، وحلول تخزين الطاقة.

إنشاء مراكز للتشعيع والتطبيقات الصناعية المختلفة.

تعزيز التعاون اللوجستي عبر الخط البحري المباشر بين مصر وروسيا الذي أُطلق في ديسمبر 2023.

ويؤكد هذا التعاون أن مشروع محطة الضبعة يمثل ليس فقط نقلة نوعية لمصر في مجال الطاقة النووية السلمية، وإنما أيضًا مركزًا دوليًا للبناء النووي يجمع بين التكنولوجيا الروسية المتقدمة ورؤية مصر الاستراتيجية لتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا في المجالات الحيوية كافة.