الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

"ضربة موجعة".. القصة الكاملة لهجوم القدس وسط تصاعد الغضب الإسرائيلي والمطالبة بوقف الحرب

الإثنين 08/سبتمبر/2025 - 01:51 م
مصر تايمز

شهدت مدينة القدس هجوما، تمثل في عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيون من الضفة الغربية قرب مفترق راموت، أسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة أكثر من 12 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.

 

جاءت العملية في وقت تشهد فيه إسرائيل تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء الحرب على غزة والإفراج عن الرهائن، وسط تهديدات إسرائيلية بمواصلة التصعيد العسكري، ومفاوضات متعثرة تقودها الولايات المتحدة عبر وسطاء إقليميين.

 

القدس على صفيح ساخن

دخلت القدس المحتلة مرحلة جديدة من التصعيد بعد هجوم نفذه فلسطينيون وقع صباح اليوم الاثنين عند مفترق راموت، حيث فتح فلسطينيين النار على تجمع للمستوطنين، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم امرأة، وإصابة 12 آخرين، خمسة منهم في حالة خطيرة، بحسب ما أعلنت القناة 12 الإسرائيلية وخدمات الإسعاف.

 

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تمكنت من تحديد المنفذين بعد مطاردتهما، مؤكدة أنهما قدما من مدن الضفة الغربية، بينما لم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها رسميًا عن العملية، في حين اعتبرتها وسائل الإعلام العبرية واحدة من أخطر الهجمات منذ أسابيع.

 

وأفادت التقارير الأولية بأن إطلاق النار استهدف محطة حافلات قريبة من مفترق راموت شمال القدس، حيث عثر المسعفون على المصابين على الأرض، بعضهم فاقد الوعي، قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفيات في حالة حرجة.

 

إغلاق شامل للقدس 

عقب الهجوم، الفلسطيني فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقًا كاملًا على مدينة القدس، ونشرت تعزيزات أمنية مكثفة في مداخل المدينة وشوارعها، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى موقع العملية، في وقت اندلعت فيه حالة من الذعر بين المستوطنين.

 

بيمنا وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية العملية بأنها "ضربة موجعة" للأجهزة الأمنية التي كانت في حالة استنفار قصوى منذ بداية العام، خاصة مع استمرار حرب غزة ودخولها مرحلة حرجة، ووسط مخاوف من اتساع رقعة العمليات الفردية داخل المدن الإسرائيلية.

 

الاحتجاجات تتواصل ضد نتنياهو

تأتي هذه العملية في ظل احتجاجات ضخمة اجتاحت القدس وتل أبيب خلال الساعات الماضية، حيث خرج عشرات الآلاف في مسيرات صاخبة للمطالبة بوقف الحرب على غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس منذ السابع من أكتوبر 2023.

 

وكانت أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بأن المتظاهرين في القدس تحركوا من مدخل المدينة باتجاه مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شارع عزة، رافعين لافتات كتب عليها: "حكومة ظل الموت"، مرددين هتافات: "لماذا لا يزالون في غزة؟"، في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين.

 

وفي تل أبيب، احتشد الآلاف في ساحة أمام مقر القيادة العسكرية، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية، ورافعين صور الرهائن، فيما حمل البعض لافتات كُتب عليها: "إرث ترامب ينهار مع استمرار حرب غزة" وأخرى تقول: "أيها الرئيس ترامب، أنقذ الرهائن الآن!".

 

 إطلاق سراح الرهائن 

الاحتجاجات قادتها أمهات الرهائن، وبينهن عنات أنغريست، والدة الجندي الرهينة ماتان أنغريست، التي كتبت في منشور على منصة "إكس": "متان في خطر داهم. الليلة، سآتي إلى باب منزلك يا نتنياهو برفقة عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين."

 

وأكدت أنغريست في تصريحاتها أنها لن تدع رئيس الوزراء ينعم بالهدوء، مضيفة: "لقد انتهى الأمر، لن نصمت بعد اليوم."

 

وفي مدينة حيفا شمال إسرائيل، نظمت تظاهرة كبيرة ارتدى المشاركون فيها قمصانًا صفراء كتب عليها الرقم "700"، في إشارة إلى عدد الأيام التي مرت منذ السابع من أكتوبر 2023، تاريخ وقوع عملية "طوفان الأقصى" التي بدأت معها الحرب الحالية.

 

 المفاوضات

ورغم الإفراج عن معظم الرهائن البالغ عددهم 251 بعد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لا يزال 48 رهينة محتجزين في غزة، ويُعتقد أن نحو 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. هذه القضية باتت المحرك الأساسي للمظاهرات الإسرائيلية التي تضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق يضمن عودتهم سالمين.

 

تهديدات إسرائيلية بالتصعيد العسكري

بالتزامن مع هذه التطورات، لوّح وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتوسيع نطاق العمليات العسكرية في غزة، قائلاً: "الجيش يستعد لحسم المعركة، وإذا لم تستسلم حماس لشروطنا سنقضي عليها ونُدمر القطاع."

 

وأكد كاتس أن "عاصفة هائلة ستضرب غزة" في حال عدم استجابة الحركة لمطالب إسرائيل المتمثلة في إعادة المحتجزين وإلقاء السلاح.

 

رد حماس 

من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها تلقت بعض الأفكار من الطرف الأميركي عبر الوسطاء بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

 

وقالت الحركة في بيان: “نحن جاهزون فورًا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتشكيل لجنة لإدارة القطاع من المستقلين الفلسطينيين”

 

وأكدت الحركة أنها في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار إلى اتفاق شامل يحقق متطلبات الشعب الفلسطيني، لكنها حذرت من تكرار سيناريوهات سابقة قالت إن إسرائيل أفشلتها، مشيرة إلى اتفاق وافقت عليه في القاهرة بتاريخ 18 أغسطس 2025 ولم يتم تنفيذه حتى الآن.

 

ترامب والضغط على حماس 

التصعيد الأمني في القدس جاء متزامنًا مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد فيها أن الإسرائيليين قبلوا شروطه لصفقة تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن، مضيفًا أنه وجّه "إنذارًا أخيرًا إلى حماس" لقبول الصفقة.

 

لكن حماس ردت بأنها ترحب بأي جهد يوقف العدوان الإسرائيلي، لكنها تشترط ضمانات واضحة تلتزم بها إسرائيل علنًا حتى لا تتهرب من الاتفاق كما حدث سابقًا، وفق بيان الحركة.

 

تصعيد الهجوم في القدس

الهجوم في القدس، والاحتجاجات في تل أبيب وحيفا، والتهديدات الإسرائيلية، كلها مؤشرات على أن الأزمة تتجه نحو مزيد من التعقيد. ومع استمرار الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يظل الوضع في غزة والقدس مرشحًا لمزيد من الدماء، فيما يقف الرهائن وعائلاتهم في قلب معادلة معقدة تجمع بين الحرب والسياسة والضغط الشعبي.