عاجل.. حماس تفتح الباب لاتفاق شامل وترامب يرفع سقف مطالب وقف إطلاق النار
أوضحت حركة حماس أن إعلانها عن استعدادها لصفقة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن كان موجها لشخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي غرّد قبل ساعات داعيا حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن العشرين (أحياءً).
وصرح القيادي البارز في الحركة، عزت الرشق : "نبلغ ترامب أن حماس وافقت على مقترح الوسطاء (لصفقة مرحلية)، وأعربت أيضا عن استعدادها لصفقة شاملة". إلا أنه أشار أيضًا إلى شروط الحركة - وهي شروط مرفوضة من إسرائيل.
لم يُفصِح ترامب نفسه عن الشروط التي يراها مناسبة لإنهاء الحرب، لكنه دائمًا ما يُشير إلى هجوم 7 أكتوبر عند حديثه عنها. ووفقًا لمصادر فلسطينية تحدثت لموقع Ynet، فإن سبب تغيير موقف حماس يكمن في شاغلين أساسيين لقيادة الحركة: احتمالية قيام إسرائيل بتشكيل حكومة عسكرية دائمة في قطاع غزة، والخوف من تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى عدم الوقوف إلى جانب الفلسطينيين
وقال رجل الأعمال بشارة بحبح الذي توسط بين الإدارة وحماس: "عُقد اجتماعٌ استمر ست ساعات في واشنطن. لم يفهموا جدية الأمر حتى تغريدة الرئيس". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر فلسطينية قولها: "هناك تخوف من حكومة عسكرية". ورفضت إسرائيل ذلك.
حددت حماس الليلة الماضية شروطها لاتفاق يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، وهي: إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين ، واتفاق ينهي القتال، وانسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من غزة، وفتح المعابر، وإعادة إعمار القطاع.
كما أعربت حماس في بيانها أمس عن استعدادها لتشكيل "حكومة وطنية مستقلة من التكنوقراط تتولى المسؤولية الكاملة عن شؤون القطاع". ولم يحدد البيان هوية هؤلاء التكنوقراط، أو صلتهم بالحركة أو بالسلطة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، وضعت إسرائيل خمسة شروط وافقت عليها الحكومة السياسية والأمنية: إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاح حماس، ونزع سلاح القطاع، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإقامة حكومة مدنية "لا تُربي على الإرهاب، ولا تُرسل إليه، ولا تُهدد إسرائيل" . لم يُذكر معظم الشروط التي طالبت بها إسرائيل في بيان حماس، ولم يُذكر معظمها بالضرورة في البيان الإسرائيلي، لذا لن يكون هناك أي اختراق من أي نوع، وقد تواصل إسرائيل خططها لاحتلال مدينة غزة.
أعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه من أن حماس ستنقل رهائن أحياء إلى مدينة غزة، وتوزعهم هناك ليكونوا حماة أحياء لمعاقل حماس في المدينة. وتهدف خطة حماس هذه، التي نُشرت قبل نحو أسبوعين في وسائل إعلام عربية، وفقًا لحركة حماس إلى ربط مصيرهم بخطة غزو المدينة. وفي خطابه الأخير الأسبوع الماضي، قبل اغتياله، هدد أبو عبيدة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس، بأن الخطط الإسرائيلية في مدينة غزة ستعرض حياة الرهائن للخطر، وقال إن الحركة ستحتفظ بالرهائن "قدر الإمكان" إلى جانب عناصر حماس.
بعد إعلان حماس، قال رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح ، الذي توسط بين حماس وإدارة الرئيس ترامب: "عُقد اجتماعٌ يوم الأحد في واشنطن لمدة ست ساعات، وتقرر طرح عرضٍ نهائيٍّ واحدٍ على الطاولة، وهو إطلاق سراح الجميع مقابل إنهاء الحرب. تواصلنا مع حماس بشأن هذه القضية، فقالوا إنهم لا يعرفون إن كان رسميًا أم لاو اليوم سمعوا تغريدة ترامب، فأدركوا جدية الأمر، فردّوا بأنهم وافقوا على صفقةٍ شاملة، سنُسلّم جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وستنتهي الحرب".
بحسب بحبح، "يريد ترامب إنهاء حرب غزة، وقد عرضت حماس الآن كل ما هو ممكن. في فترات سابقة، ماطل. سيضغط ترامب على الجميع لإنهاء حرب غزة، وقد تنتهي خلال أسبوعين إذا كانت هناك نية حقيقية".
وصف رئيس الوزراء نتنياهو أمس إعلان حماس بأنه "مغالطة لا جديد فيها". وصرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بأن شروط الحكومة هي "الحد الأدنى لإنهاء الحرب"، مضيفًا: سنصل إلى ذلك - إما باستسلام حماس وقبولها لهذه الشروط، أو بتدميرها في حرب قريبة". من جهة أخرى، صرّح زعيم المعارضة يائير لابيد بأن الحكومة ليست مضطرة لقبول شروط حماس، بل عليها العودة إلى المفاوضات فورًا.