"مصر ترد بطريقتها".. سبب غلق السفارة البريطانية في مصر

سبب غلق السفارة البريطانية في مصر.. في تطور لافت يشير إلى توتر دبلوماسي غير معلن، أعلنت السفارة البريطانية في مصر، اليوم الأحد 31 أغسطس، إغلاق مقرها الرئيسي في منطقة جاردن سيتي بالقاهرة، مطالبة الراغبين في التواصل بالحجز المسبق عبر الاتصال الهاتفي، وذلك عقب رفع السلطات المصرية الحواجز الأمنية التي ظلت لعقود تغلق الشوارع المحيطة بمقر السفارة.

سبب غلق السفارة البريطانية في مصر

وقالت السفارة، في بيان رسمي عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن الدخول إلى المقر يتطلب التنسيق المسبق، دون توضيح رسمي لأسباب هذا الإجراء المفاجئ. 

ولكن المراقبين ربطوا ذلك بخطوات "المعاملة بالمثل" التي أعلنت عنها وزارة الخارجية المصرية مؤخرًا، في ظل تصاعد الغضب الشعبي والرسمي من تعامل السلطات البريطانية مع واقعة توقيف ناشط مصري في لندن.

وتعود جذور التوتر إلى 25 أغسطس الجاري، حين ألقت السلطات البريطانية القبض على الشاب المصري أحمد عبدالقادر ميدو، رئيس اتحاد شباب مصر في الخارج، أثناء وجوده في لندن، بزعم مشاركته في حماية السفارة المصرية من محاولات اقتحام نفذتها عناصر تابعة لجماعة الإخوان.

ورغم غياب الأسباب القانونية الواضحة للتوقيف، لم يتم الإفراج عن الناشط المصري إلا بعد تدخل مباشر من وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، الذي أجرى اتصالًا مع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، مطالبًا بكشف ملابسات احتجازه وتقديم توضيحات رسمية.

تصعيد مصري رسمي وحزبي: لا حماية لمن لا يحمينا

ردًا على الحادث، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه التزامها بمبدأ "المعاملة بالمثل" مع الدول التي لا تضمن الحماية الكافية للبعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، مشيرة إلى تكرار اعتداءات عناصر إخوانية على السفارات المصرية في بعض العواصم الأوروبية دون تدخل حاسم من السلطات المحلية.

في السياق ذاته، أصدر حزب الجبهة الوطنية بيانًا أعلن فيه تضامنه الكامل مع الخارجية المصرية، مؤكدًا:

"لن نحمي من لا يحمينا"، وداعيًا إلى إعادة النظر في الامتيازات الممنوحة للسفارة البريطانية في القاهرة، لا سيما في ظل الإجراءات الأمنية التي عطلت حياة المواطنين لسنوات في منطقة جاردن سيتي.

وقامت السلطات المصرية بإزالة الحواجز الخرسانية من محيط السفارة البريطانية، التي ظلت تغلق شوارع رئيسية وسط العاصمة، في خطوة وصفها الإعلامي أحمد موسى بأنها:

"تصحيح لوضع خاطئ ومعاملة متساوية مع باقي السفارات".

وكتب موسى عبر منصة "إكس":

"مصر لا تخضع لأي ابتزاز.. من يحترمنا سنحترمه".