الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
اقتصاد وبورصة

وزير الاتصالات: التعاون العربي في الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية

الأربعاء 27/أغسطس/2025 - 02:37 م
وزير الاتصالات
وزير الاتصالات

أكد دكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التعاون العربي المشترك في مجال الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا بل ضرورة حتمية؛ مشيرا إلى أهمية تعظيم مستوى التعاون العربي المشترك في هذا المجال من خلال إطار مؤسسى؛ مضيفا تقدم مصر باقتراح لإنشاء مجلس الوزراء العرب للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات البازغة تحت مظلة جامعة الدول العربية ليكون منصة رفيعة لتوحيد الجهود وتنسيق السياسات وتعزيز الحضور العربي على خريطة الذكاء الاصطناعى الدولية.

التعاون العربي في الذكاء الاصطناعي ضرورة حتمية

جاء ذلك في كلمة دكتور عمرو طلعت التى ألقاها خلال فعاليات المنتدى العربي الأول للذكاء الاصطناعي الذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على مدار يومين في مدينة العلمين الجديدة برعاية وحضور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ وذلك بهدف تعزيز التعاون العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات والرؤى حول أحدث التطورات والتحديات المرتبطة بهذا المجال الحيوى، حيث حضر فعاليات الافتتاح محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم، والمستشار أحمد سعيد خليل رئيس مجلس أمناء وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ودكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى.

 

وأكد "عمرو"، أن المنتدى العربي الأول للذكاء الاصطناعي يمثل محفلًا عربيًا جامعًا يسهم في إثراء المداولات حول مستجدات الذكاء الاصطناعي، مستندًا إلى العلم ومرتكزًا على الأولويات المشتركة للدول العربية؛ مضيفا أنه بصفة جمهورية مصر العربية رئيسا للدورة 28 لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب ورئيس المكتب التنفيذى؛ فإنه يتقدم بالتهنئة للأمين العام على "المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة" التى تم إطلاقها بعد قمة العراق فى مايو الماضى؛ مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل بوصلة للعمل العربي المشترك ومرتكزًا استراتيجيًا يرسخ التكامل الرقمى العربى؛ موضحا أن تبنى الأمانة العامة لهذا الملف على أعلى مستوى يعكس وعيًا عميقًا بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي باتت ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمى العربى، وقاطرة لتطوير مختلف قطاعات المنطقة وجسرًا نحو اقتصاد معرفي أكثر تنافسية ومجتمعا اكثر شمولا وعدالة.

 

وأشار إلى أن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات أصدر في مطلع العام الجارى الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب اعتماد وثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، بما يضمن اقتران تطوير هذه التكنولوجيا في المنطقة العربية بقيم سامية، وكذلك الابتكار بالمسؤولية والحوكمة، للمضى قدما نحو تطوير وتبنى الذكاء الاصطناعي على نحو يعزز جهود التنمية الشاملة ويطوع هذه التقنيات لخدمة الانسان وتعزيز رفاهيته دون إقصاء لأى فئة من فئات المجتمع.

 

وأوضح، أن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة سباق عالمي بين القوى العظمى والشركات التكنولوجية العالمية المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدى والذكاء الاصطناعي التوكيلى، ورقائق ومعالجات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أهمية تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع الانتباه للمخاطر الناجمة عنه والتحوط من آثارها والاستعداد لها؛ مشددا على ضرورة أن تتعامل الحكومات والمجتمعات مع التأثيرات السريعة للتطور المطرد لهذه التكنولوجيا على أسواق العمل من خلال سياسات استباقية تؤهل المتخصصين في مختلف القطاعات وتمكنهم من مواكبة التغيير؛ مشددا على أن هذه التطورات المتسارعة لا تترك أمام المنطقة العربية خيارًا سوى التحرك بوعى جماعى ورؤية متكاملة وصوت واحد.

 

وذكر، أن مصر تواصل العمل من خلال المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، بهدف تحويل القدرات التكنولوجية إلى أثر تطبيقى تنموى في القطاعات الحيوية؛ مضيفًا أنه خلال الشهر الماضى تم إطلاق منظومتين للذكاء الاصطناعي؛ الأولى في قطاع القضاء، من خلال منظومة التقاضى عن بُعد بالمحاكم الجنائية المدعومة بمنظومة تحويل الصوت المنطوق إلى نص مكتوب لإنتاج المحاضر آليًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، بدقة بلغت أعلى المستويات عالميًا في معالجة اللغة العربية المنطوقة باللهجة المصرية؛ حيث قام بتطوير هذه المنظومة مهندسون مصريون بمركز الابتكار التطبيقى التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


وأضاف، أن المنظومة الثانية في قطاع الرعاية الصحية، عبر إطلاق أول منظومة مصرية بالكامل للكشف المبكر عن أورام السيدات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، وتم تطويرها بدقة تصل إلى 90%، وهى الأعلى عالميا في هذا المجال، والمطورة بالكامل بعقول مصرية؛ مضيفا أن المشروع استهدف بناء منظومة محلية بدقة عالية تحاكى الخصائص الجينية المصرية؛ مؤكدا استعداد مصر للتعاون مع كافة الدول العربية الشقيقة لتوسيع نطاق الاستفادة من هاتين المنظومتين ليشمل مختلف الدول العربية.

وتابع، أن مصر تعمل كذلك على انتاج منظومات في قطاعات التعليم والزراعة والرى لتعزيز قدرات على إدارة العملية التعليمية، وإدارة الموارد المائية بأنظمة ذكية وتعزيز تخطيط الإنتاج الزراعى، مشيرا إلى أنه تم اختيار مصر لاستضافة النسخة الأولى من قمة "AI Everything  الشرق الأوسط وأفريقيا" في فبراير المقبل يعكس ريادة مصر المؤثرة في بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة مختلف القطاعات وتحقيق أثر تنموى ملموس في الحياة اليومية للمواطن؛ داعيا للمشاركة الفعالة في القمة وفتح افاق للتعاون بين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر والأشقاء في الدول العربية.

واختتم دكتور عمرو طلعت كلمته، بالتأكيد على أن تكامل الجهود العربية هو الطريق الأمثل لصون المصالح العربية المشتركة وتعزيز الحضور التفاوضى في المحافل الدولية، كما توجه بخالص التقدير إلى جميع من أسهموا في تنظيم المنتدى، معربًا عن ثقته فى أن التعاون العربى سيظل وضاءا ليعزز قدرة الدول العربية على تحقيق ريادة رقمية عربية تليق بشعوبها في عصر الذكاء الاصطناعي.