الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

تحسين الأسطل لـ"مصر تايمز": الصحفي الفلسطيني يكتب بدمه حق العالم في المعرفة

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 03:29 م
اغتيال الصحفيين في
اغتيال الصحفيين في غزة

في واحدة من أبشع الجرائم التي تستهدف روح الحقيقة وصوت الضمير، سالت دماء الصحفيين في غزة وهم يحملون أقلامهم وكاميراتهم ليكشفوا للعالم مأساة شعب محاصر تحت النار.

 

جريمة جديدة تُضاف إلى السجل الأسود للاحتلال، لم تكتفِ بقتل المدنيين وتدمير البيوت والمستشفيات، بل امتدت لتغتال الكلمة الحرة، محاولةً خنق الحقيقة وإطفاء نورها بدماء أبنائها.

 

ويعد سقوط الصحفيين شهداء وهم يؤدون رسالتهم ليس فاجعة تخص فلسطين وحدها، بل مأساة تمسّ العالم أجمع، وجرحًا في ضمير الإنسانية جمعاء.

 

جريمة مكتملة الأركان 

تقدّم  الدكتور تحسين الأسطل  نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ببالغ الحزن والأسى بأحرّ التعازي إلى الأسرة الصحفية الفلسطينية والعربية والدولية، بعد ارتقاء زملاء شهداء طالتهم يد الاحتلال الصهيوني في جريمة بشعة استهدفت الصحافة الفلسطينية والعالمية على حد سواء. 

 

وأكد نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال تصريحات خاصة لـ“مصر تايمز”، أن ما جرى ليس استهدافا لصحفيين الفلسطينيين فقط، بل جريمة مكتملة الأركان بحق حرية الصحافة في العالم أجمع، إذ إن معظم الشهداء من العاملين في مؤسسات إعلامية عربية ودولية.

 

وقال  الدكتور تحسين الأسطل  نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن  الصحفي الفلسطيني اليوم يكتب بدمه من أجل أن يعرف العالم الحقيقة، ويدفع حياته ثمناً لأداء واجبه المهني والإنساني والأخلاقي، بينما يواصل الاحتلال استهداف الصحفيين بشكل ممنهج، ويقتلهم ويهدد عائلاتهم ويدمّر منازلهم في محاولة لإسكات صوت الحقيقة ومنع توثيق جرائمه.

 

وأضاف أن الاحتلال منع منذ السابع من أكتوبر وحتى أبريل 2024 أكثر من 3400 صحفي أجنبي – من بينهم 821 صحفياً أمريكياً – من دخول قطاع غزة لتغطية الحرب، في سابقة خطيرة تمثل جريمة بحق الصحافة العالمية.

 

وشدد نائب نقيب الصحفيين على أن النقابة لن تتخلى عن واجبها الوطني والمهني في نقل الحقيقة مهما بلغت التضحيات، وأنها ستواصل ملاحقة الاحتلال على جرائمه أمام المؤسسات الدولية. 

الدكتور تحسين الأسطل 

 الصحفي الفلسطيني  يواجه الموت يومياً 

وأشار إلى أن نقيب الصحفيين الفلسطينيين الأستاذ ناصر أبو بكر يشارك حالياً في اجتماعات دولية بكندا مع ممثلي النقابات العالمية لعرض الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين.

 

وختم الأسطل تصريحه قائلاً: إن ما يجري في غزة يهدد حرية الصحافة العالمية بأسرها، وصمت المؤسسات الإعلامية الدولية أمام هذه الجرائم يعكس عجزاً خطيراً، داعياً وسائل الإعلام والاتحادات الصحفية حول العالم إلى الانحياز للحقيقة والوقوف إلى جانب الصحفي الفلسطيني الذي يواجه الموت يومياً دفاعاً عن رسالته الإنسانية والمهنية.

 

وفي وقت سابق، نعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أربعة من خيرة فرسان الكلمة، الذين استهدفوا بدم بارد أثناء تأدية رسالتهم المهنية والإنسانية، وقد ارتقى شهداء الحقيقة: الشهيد الصحفي/ حسام المصري– مصور تلفزيون فلسطين ووكالة رويترز للأنباء، والشهيد الصحفي/ محمد سلامة- مصور قناة الجزيرة، والشهيدة الصحفية/ مريم أبو دقة– صحفية عملت مع اندبندنت عربية ووكالة AP، والشهيد الصحفي/ معاذ أبو طه – صحفي شبكة NBC الأميركية، كما أصيب خلال المجزرة عدد من الزملاء الصحفيين من بينهم الزميل المصور الصحفي حاتم عمر (يعمل لصالح رويترز وعدد من الوسائل الاعلامية)، والمصور الصحفي جمال بدح مع قناة فلسطين اليوم الفضائية.

 

وتابع: دماء الصحفيين التي سالت فوق ركام المستشفيات، ليست مجرد أرقام تُسجّل في تقارير، بل صرخة مدوّية في وجه العالم الصامت، وشاهد حيّ على وحشية احتلال لا يعرف حرمة للإنسان ولا للرسالة ولا للحق في الكلمة. وإننا إذ نودّع شهداءنا الصحفيين، نؤكد أن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن صوتهم سيبقى أقوى من رصاص الاحتلال، وأن دماءهم ستظل منارة تفضح القتلة وتكتب رواية الحرية للأجيال القادمة.

 

اليوم، نقف أمام مفترق ضمير عالمي: إمّا أن يتحمّل العالم مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في حماية الصحافة والصحفيين، وإمّا أن يسقط صامتًا شريكًا في جريمة الإبادة والتعتيم.