الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

السماء مغلقة في كندا.. إضراب 10 آلاف مضيف يشعل أزمة سفر غير مسبوقة

السبت 16/أغسطس/2025 - 09:06 م
إضراب الطيران الكندي
إضراب الطيران الكندي

مع الساعات الأولى من صباح السبت، خلت الطائرات من مضيفيها، وامتلأت صالات المغادرة بمسافرين مذهولين، بعد دخول أكثر من 10 آلاف مضيف ومضيفة في شركة "إير كندا" بإضراب شامل، هو الأول من نوعه منذ عام 1985.

 لم يكن الإضراب مفاجئًا تمامًا، لكنه أتى في توقيت حرج، بالتزامن مع ذروة موسم الصيف، حيث يعجّ جدول الرحلات بالحجوزات.

الإضراب يُغلق السماء أمام الركاب

شركة الطيران الأكبر في البلاد لم تجد أمامها خيارًا سوى تعليق جميع رحلاتها، بما فيها رحلات "إير كندا روج" الذراع منخفضة التكلفة، معلنةً أن أكثر من 130 ألف عميل سيتأثرون يوميًا خلال فترة الإضراب الممتدة لـ72 ساعة. ومع بدء سريان الإضراب، أُلغيت بالفعل أكثر من 620 رحلة، مما أربك خطط آلاف المسافرين الباحثين عن بدائل غير متوفرة بسهولة.

أرضية الخلاف: الوقت الضائع بلا أجر

جوهر الأزمة بين إدارة الشركة والنقابة الكندية لموظفي القطاع العام لا يكمن فقط في نسبة الزيادات، بل في ما يُعرف بـ"الوقت الضائع" على الأرض. تقول النقابة إن المضيفين لا يتقاضون أجرًا عن الفترات التي يقضونها في الإعداد للرحلة أو أثناء صعود الركاب، وهو ما يمثل جزءًا كبيرًا من عملهم الفعلي.
رغم عرض الشركة رفع إجمالي التعويضات بنسبة 38% خلال أربع سنوات، منها 25% في السنة الأولى، إلى جانب دفع 50% من الأجر لبعض هذه الأعمال، اعتبرت النقابة العرض غير كافٍ، وأصرّت على مطالبها كاملة.

احتجاجات في الشوارع وارتباك في السماء

تحوّلت ساحات مطارات رئيسية مثل تورونتو ومونتريال إلى منصات احتجاج للمضيفين والمضيفات، الذين نزلوا بزيهم الرسمي إلى الشوارع، بينما اصطف الركاب أمام الشاشات الإلكترونية المطفأة أو المؤجلة، في انتظار خبر قد لا يأتي. بعض المسافرين أكدوا أن رحلاتهم أُلغيت قبل ساعات قليلة من الإقلاع دون بدائل واضحة، وسط غضب وإحباط متصاعد.

الحكومة في الزاوية: التدخل أم الحياد؟

في ظل التصعيد، وجّهت إدارة "إير كندا" نداءً عاجلًا إلى الحكومة الفيدرالية، مطالبة رئيس الوزراء مارك كارني بإجبار الطرفين على الدخول في تحكيم ملزم، وهي خطوة ترفضها النقابة بشدة.
وزيرة العمل باتي هاجدو تدخلت أكثر من مرة لحث الجانبين على العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن دون نتائج حاسمة حتى الآن. ووفقًا لقانون العمل الكندي، يمكن لمجلس العلاقات الصناعية فرض التحكيم في حال تعرّض الاقتصاد الوطني للخطر.

الخسائر المحتملة: نصر باهظ الثمن

في ظل تمسك كل طرف بموقفه، حذرت مؤسسة "تي دي كوين" المالية من أن انتصار "إير كندا" قد يكون مكلفًا للغاية. وقال محللون إن الإضراب في ذروة الموسم قد يُلحق خسائر تفوق أي وفورات مالية متوقعة من السيطرة على الأجور. وأكدت المؤسسة أن التعافي من آثار الإضراب قد يتطلب وقتًا طويلًا، وقد يهز ثقة المستثمرين في أرباح الشركة المستقبلية.

ثلاث ليالٍ من الغموض

الإضراب مستمر، والركاب عالقون، والحكومة تحت الضغط. وفي وقت تترقب فيه كندا مآلات هذا الصراع، يبقى المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات، من التوصل لتسوية في اللحظات الأخيرة، إلى تصعيد قد يُدخل موسم السفر الكندي في أزمة غير مسبوقة.مع الساعات الأولى من صباح السبت، خلت الطائرات من مضيفيها، وامتلأت صالات المغادرة بمسافرين مذهولين، بعد دخول أكثر من 10 آلاف مضيف ومضيفة في شركة "إير كندا" بإضراب شامل، هو الأول من نوعه منذ عام 1985. لم يكن الإضراب مفاجئًا تمامًا، لكنه أتى في توقيت حرج، بالتزامن مع ذروة موسم الصيف، حيث يعجّ جدول الرحلات بالحجوزات.