ثائر أبو عطيوى: زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني المرتقبة لمصر تكشف أكاذيب الاحتلال حول إغلاق معبر رفح (خاص)
يستعد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى لزيارة رسمية إلى القاهرة يوم الأحد المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي في قمة ثنائية، ويتوجه بعدها إلى معبر رفح البري رفقة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في جولة ميدانية تهدف للاطلاع عن قرب على الواقع الإنساني واللوجستي على الحدود مع قطاع غزة.
زيارة محورية لتوحيد الرؤية السياسية
وفي تصريح خاص لـ"مصر تايمز"، قال ثائر أبو عطيوى، السياسي الفلسطيني ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن هذه الزيارة "تأخرت كثيرًا"، وكان ينبغي أن تتم منذ فترة طويلة، لكنها تبقى بالغة الأهمية، خاصة لما تمثله جمهورية مصر العربية من ثقل سياسي وعربي ودولي، ودورها الدائم في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، خصوصًا في ظل استمرار الحرب على غزة، وتفاقم المعاناة الإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي المستمر، والحصار المشدد، وإغلاق المعابر.
أهداف متعددة للزيارة.. بين الإغاثة والسياسة
وأكد “أبو عطيوى”، أن الزيارة تحمل طابعًا متعدد الأبعاد، فهي من جهة تأتي لتأكيد عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفلسطين، وللتعبير عن الامتنان الفلسطيني للدعم المصري المستمر على جميع الأصعدة، خصوصًا في الملفين الإنساني والإغاثي، في ظل ما وصفه بـ"الموت قصفًا وجوعًا ومرضًا" داخل قطاع غزة.
ومن جهة أخرى، تهدف الزيارة إلى التباحث السياسي مع القيادة المصرية حول آليات وقف الحرب واستئناف جهود المصالحة الفلسطينية، حيث تلعب القاهرة دور الوسيط الرئيسي بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وتسعى لتوحيد الصف الوطني على قاعدة توافقية تتيح التقدم في ملفات كبرى، على رأسها صفقة تبادل الأسرى ووقف دائم لإطلاق النار.
زيارة لمعبر رفح.. والرد على الحملات المشبوهة
من أبرز محطات الزيارة المرتقبة، جولة محمد مصطفى إلى معبر رفح من الجانب المصري، حيث سيطلع عن كثب على الإمكانات الطبية والإنسانية واللوجستية المتوفرة هناك لدعم سكان غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تؤكد شفافية الموقف المصري، وتنفي الادعاءات الباطلة التي زعمت أن القاهرة مسؤولة عن إغلاق المعبر، موضحًا أن المعبر مفتوح بالكامل من الجانب المصري، وما يعرقل عبور المساعدات هو الاحتلال الإسرائيلي، لا أكثر.
تحضير لموقف فلسطيني - عربي موحد في الأمم المتحدة
وعلى الصعيد السياسي الإقليمي، أوضح أبو عطيوي أن القمة الثنائية المرتقبة بين مصطفى ومدبولي ستبحث أيضًا تعزيز الرؤية الفلسطينية العربية قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، حيث سيتم تنسيق المواقف بشأن حل الدولتين والدفع نحو مؤتمر سلام شامل. كما ستتناول القمة سبل دعم المؤتمر السعودي – الفرنسي الذي عُقد قبل أسبوعين، وتوحيد الجهود لحشد التأييد للمؤتمر الثاني المرتقب في نيويورك.
مصر.. بوابة الحل وأساس الوفاق
اختتم أبو عطيوي تصريحاته لـ"مصر تايمز" بالتأكيد على أن مصر تمثل العنوان الرئيسي لأي حل فلسطيني – فلسطيني أو فلسطيني – إسرائيلي، فهي "بيت الخبرة السياسي"، والمظلة التي يمكن من خلالها لمّ شمل الفصائل، وتوفير غطاء إقليمي ودولي يدفع نحو حل سياسي عادل يعيد للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.