دلياني لـ "مصر تايمز": مشروع E1 إعلان ضم استعماري لدفن الدولة الفلسطينية
في إطار سباق محموم لابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية، أعلنت حكومة الاحتلال عبر وزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش المضي في تنفيذ مشروع استيطاني ضخم يعرف بـ"خطة E1"، يقضي ببناء 3,401 وحدة استيطانية لربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالقدس المحتلة، وتمثل هذه الخطوة، التي تعتبرها الأوساط الفلسطينية والدولية أخطر مشاريع الاستيطان منذ عقود، حلقة مركزية في مخطط أشمل يستهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية وعزل القدس عن محيطها، فيما يصفه مراقبون بأنه تنفيذ عملي لـ"الخطة ب" لضم الأراضي المحتلة ودفن مشروع الدولة الفلسطينية.
وفي تصريح خاص لـ"مصر تايمز"، قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن إعلان سموتريتش عن هذا المشروع هو خطوة ضمّ استعمارية واضحة هدفها دفن مشروع الدولة الفلسطينية، ويجسّد سياسة دولة الاحتلال لترسيخ الوقائع على الأرض بالقوة.
وأكد دلياني أن نقل دولة الاحتلال سكانها المدنيين إلى الأرض المحتلة يُعدّ جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي، وأن مجلس الأمن في القرار 2334 قرر بوضوح انعدام أي شرعية قانونية للاستيطان ووجوب وقفه الكامل، بما يشمل المصادرة والهدم وتغيير التركيبة السكانية.
الوقائع الرقمية للمشروع الاستيطاني
أضاف دلياني أن الوقائع الرقمية تُعرّي المشروع الاستيطاني الإسرائيلي؛ إذ بلغ عدد المستوطنين نحو 737,332 مستوطناً في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فيما دُفع خلال عام 2024 وحده ما مجموعه 28,872 خطة وعطاء استيطانياً، وأعلنت حكومة الاحتلال نحو 23,700 دونم «أراضي دولة» لمد المزيد من التوسع الاستيطاني.
وختم دلياني تصريحاته بالدعوة إلى محاسبة دولة الاحتلال على جرائم الاستيطان والضم، وفرض عقوبات وحظر تمويل ومنتجات المستوطنات، والاعتراف الفعلي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، انسجاماً مع موجبات القرار 2334 وحمايةً لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف.
ويُشار إلى أنه بهذا الإعلان، لا تبدو خطة E1 مجرد مشروع إسمنتي، بل معركة وجود يراد حسمها على حساب حق شعب بأكمله، وبينما تمضي الجرافات في تغيير ملامح الأرض، يظل السؤال معلقاً: هل سيسمح العالم بخرائط جديدة تُرسم بالقوة، أم أن صوت العدالة سيعلو قبل أن تُغلق آخر نوافذ الدولة الفلسطينية؟.