مأساة في دلجا وفاة 6 أطفال من أسرة واحدة إثر تسمم بمبيد حشري غامض
خيم الحزن على قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، بعد وفاة 6 أطفال من أسرة واحده في ظروف غامضة، تبين لاحقا أنها نتيجة لتسمم حاد بمبيد حشري شديد السمية لا يوجد له علاج فعال، وفقا لروايات الأسرة والتقارير الأولية الصادرة عن المستشفيات.
تعود بداية المأساة إلى عدة أيام عندما شعر الطفل محمد ناصر بارتفاع في درجة الحرارة وأعراض تشبه نزلة برد، فنقل على آثارها إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالته على أنها التهاب سحايا، إلا أنه توفي خلال ساعات وبعد دفنه بدأت تظهر نفس الأعراض على شقيقيه أحمد وعمر، وتم نقلهما إلى المستشفى حيث توفي أحمد في نفس اليوم ولحق به عمر بعد وقت قصير.
وذكرت الأسرة في تصريحاتها "عملنا تحاليل لكل الأطفال وكانت النتائج طبيعية لكن الطبيب أخبرنا أن هناك مادة سامة أثرت على المخ وتبين من خلال الفحص أن الأطفال تناولوا مبيدا حشريا شديد السمية ولا علاج له"
الأشعة التي أُجريت لوالد الأطفال أظهرت وجود آثار لنفس المادة السامة، ما رجح فرضية التسمم، رغم عدم وجود أي مؤشرات على وجود مواد خطرة بالمنزل ولا تزال الملابسات الكاملة للواقعة غير واضحة وسط حالة من الصدمة تسود أهالي القرية.
وطالبت الأسرة بفتح تحقيق عاجل وشامل لمعرفة كيفية وصول هذا المبيد القاتل إلى الأطفال لا سيما في ظل عدم وجود سوابق أو مواد خطرة داخل المنزل بحسب قولهم.
من جهتها قررت النيابة العامة بالمنيا استخراج جثامين 3 من الأشقاء المتوفين الذين دفنوا في بداية الأزمة دون تشريح بعد تصريح الدفن الصادر من مكتب الصحة، وذلك تمهيدا لتشريحهم والتأكد من سبب الوفاة.
وفي تطور مأساوي جديد، توفيت الطفلة فرحة ناصر 14 عاما الشقيقة السادسة، بعد احتجازها لأيام داخل عناية السموم بمستشفى الإيمان العام بأسيوط، وذلك بعد تحويلها من مستشفى صدر المنيا، لتلحق بإخوتها الخمسة محمد، وأحمد، وعمر، وريم، ورحمة.
وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغا من غرفة عمليات النجدة يفيد بوفاة وإصابة أطفال من أسرة واحدة بقرية دلجا، وعلى الفور تم الدفع بسيارات الإسعاف وانتقال قوات الأمن لموقع البلاغ وتبين من الفحص وفاة الأطفال الستة تباعا خلال أيام، ما أثار حالة من الذعر في المنطقة.
تحقيقات النيابة العامة شملت استدعاء زوجة الأب التي كانت تقيم مع الأطفال ووالدهم للاستماع إلى أقوالها في الواقعة.
وفي السياق ذاته أصدرت وزارة الصحة والسكان بيانا رسميا، مساء الخميس 17 يوليو 2025، أكدت فيه متابعتها الدقيقة للواقعة منذ لحظة التبليغ في 12 يوليو، مشيرة إلى أن فريقا من قطاع الطب الوقائي أجرى تحقيقات ميدانية ومعملية شملت زيارة المستشفيات، ومنازل الحالات، ومراجعة سجلات المرضى.
وأكدت الوزارة أن نتائج التحاليل المعملية لعينات الدم والبول والسائل النخاعي للأطفال أثبتت خلوهم من أي أمراض معدية، بما في ذلك التهاب السحايا كما أظهرت تحاليل المياه من منزل الأسرة أنها مطابقة للمواصفات القياسية.
وأكد البيان أن الوضع الصحي بالقرية مستقر، ولا يوجد تهديد بانتشار أمراض وبائية أو معدية، مشددا على أن جهات التحقيق القضائية تواصل عملها للكشف عن الأسباب غير المرضية للوفاة، مع التزام الوزارة بالشفافية ومتابعة أي مستجدات.