الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

نصائح هامة للتخلص من شعور الضيق المفاجئ وسط حشود وكيفية التعامل معه؟

الخميس 17/يوليو/2025 - 03:49 م
الحفلات الموسيقية
الحفلات الموسيقية

هناك أنواع من الأشخاص يستمتعون بالذهاب إلى الحفلات الموسيقية والمهرجانات التي تقام في أماكن مفتوحة، ولكنهم لا يفضلون التواجد ضمن حشود كبيرة. وقد يشعر أشخاص، وبالتحديد الحساسون، بحالة من عدم الارتياح أو القلق أو التوتر المفاجئ، في الأماكن المزدحمة. ولكن، ماذا يمكن أن يفعله المرء إذا تعرض لذلك؟

تقول خبيرة علم النفس، جابرييل برينجر، إن أحد الأشياء التي يجب ألا يفعلها من يمر بذلك، هو محاولة كبت مشاعره. وتقدم برينجر في المقابلة التالية، بعض النصائح بشأن كيفية التعامل في مثل هذه المواقف، وكيفية حفاظ المرء على هدوئه.

ما هو السبب وراء شعور المرء بالضيق المفاجئ بين الأعداد الكبيرة من الأفراد، مثل ما قد يتعرض له أي شخص أثناء حضور حفل موسيقي، على سبيل المثال؟

برينجر: عادة ما تشتمل الفعاليات الكبيرة، والمهرجانات أيضا، على كم هائل من العوامل المؤثرة، مثل الأصوات العالية والألوان المبهرة والروائح النفاذة. ويعني وقوف الأشخاص بجانب بعضهم البعض في تلك الأماكن التي عادة ما تكون محصورة ومحدودة، التسبب في توتر دائم لدى البعض، مهما كان الشعور لطيفا ومهما شعر به المرء أحيانا وسط تلك الحشود.

ويؤثر هذا التوتر على الأفراد بطرق مختلفة. وهناك بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر قدرة على تجنب ذلك التأثير، بينما يعاني آخرون من فرط في الإحساس، ما قد يؤدي إلى شعور بالضغط حتى لو لم يكن المكان مزدحما. فبمجرد أن يعرف المرء أن هناك الكثير من الأشخاص حوله، من الممكن أن يتسبب ذلك في تحفيز هذا النوع من رد الفعل.

وبالتالي، لا يدرك بعض الأفراد أنهم يتفاعلون بشدة مع هذه الحشود إلا عندما يكونون بينهم. كما أن طبيعة ما يشعر به المرء في ذلك اليوم تحديدا يكون له دور. ففي حال كان أداء المرء سيئا، أو عمل كثيرا في الأسبوع السابق، فإنه سيتفاعل مع التوتر بحساسية أكبر مما لو كان قد حصل على قسط كاف من الراحة.

ماذا يمكن للمرء أن يفعله إذا ساوره شعور حاد بعدم الارتياح وسط حشد من الأفراد؟

برينجر: إذا شعر المرء بالانفعال وبدأ في التعرق أو في التنفس بسرعة أكبر، أو ازدادت ضربات قلبه، فيتعين عليه التعامل مع هذه العلامات الأولية، لأنه في حال زاد الشعور بالضيق فإنه من الممكن أن يؤدي بسهولة إلى نوبة من الذعر. ثم يكون هناك خطر من عدم قدرة المرء على القيام بما يحتاجه في تلك اللحظة، ألا وهو التفكير بوضوح.

لذلك فإن أهم شيء هو حفاظ المرء على هدوئه، والتروي لدقيقة واحدة لاتخاذ قرار بشأن: هل يريد الخروج من الزحام؟ وإن كان كذلك، فما هو طريق الخروج؟

وتختلف أساليب التهدئة الفعالة من شخص لآخر. ويعد التنفس بعمق ووعي أحد هذه الأساليب، أو يمكن للمرء أن يحصل على رشفة من الماء، إذا كان متاحا لديه ذلك. ما قد يساعد أيضا هو التركيز على شخص واحد - كشخص يكون معه على سبيل المثال - لحجب انتباه الكثيرين من حوله.

ويوجد أسلوب آخر، وهو اليقظة الذهنية، حيث يقوم المرء بالتركيز على أفكاره ومشاعره وأحاسيسه الجسدية دون إصدار أحكام، حيث يكون عليه أن يقول لنفسه – يمكنك ببساطة أن تتخيل - أنك في مكان شديد الزحام وأنك تشعر بحالة من عدم الارتياح الشديد.

من الممكن أن تعمل هذه الأساليب على تصفية الذهن وأن تساعد على تحديد الخطوة التالية. هل كانت مجرد نوبة قلق عابرة، وهل سيقرر المرء أن يبقى أم يرحل؟ ففي حال كان الرحيل سيؤدي لشعوره بالهزيمة، فإنه يمكنه التخطيط للعودة، أو الذهاب إلى مكان بعيد عن الزحام.

لقد ذكرت من قبل أن الفعاليات الكبيرة تشتمل على الكثير والكثير من المؤثرات المختلفة. ماذا لو شعر المرء بتأثر مفرط بما حوله، مثل الإسفنجة المشبّعة وغير القادرة على امتصاص المزيد من الماء؟

برينجر: من الجيد أن يحدد المرء قائمة من الأولويات، تشمل ما الذي يريد أن يراه بالتحديد؟ ما الذي يمكنه أن يتخطاه إذا لزم الأمر؟ ومن الأفضل أن يقوم المرء بذلك مسبقا، لأنه بمجرد أن يكون في الموقف، يكون الدافع لديه لرؤية المزيد أقوى بكثير، ولا سيما إذا كان يرغب حقا في رؤية كل شيء.