محمد الباز: قيادات الإخوان ركبوا الموجة وساهموا في إسقاط الدولة لا إنقاذها
قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، إنّ جماعة الإخوان الإرهابية لم تكن طرفًا أصيلًا في انطلاقة ثورة 25 يناير 2011، بل إنهم أعلنوا رسميًا عدم المشاركة قبل أيام من اندلاعها، ورفضوا الانضمام إلى الحراك الشعبي في مراحله الأولى، موضحًا، أن الجماعة لم تنزل إلى الميدان إلا بعد انهيار جهاز الشرطة في 28 يناير، حين بدا أن النظام على وشك السقوط.
وأضاف الباز، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ هناك صفقة موثقة تمت بين جماعة الإخوان ونظام مبارك قبيل انتخابات 2010، عُرفت إعلاميًا باسم "صفقة الشوكولاتة السويسرية"، جرت في مكتب مساعد وزير الداخلية لجهاز أمن الدولة آنذاك، اللواء حسن عبد الرحمن، وبحضور القيادي الإسلامي محمد سليم العوا، الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بقيادات الجهاز الأمني.
وأكد الباز أن هذه الصفقة كانت تهدف إلى ضمان تمثيل رمزي للجماعة في البرلمان، دون تصعيد سياسي أو تحركات شعبية، استجابة لضغوط إقليمية ودولية.
وأشار الباز إلى أن الإخوان استغلوا لحظة الانفلات الأمني التام يوم 28 يناير، بعد اقتحام الأقسام وغياب الدولة، فتسللوا إلى الميادين وسيطروا على المشهد تدريجيًا.
واستشهد بواقعة شخصية رآها بعينه، حين شاهد الإخواني أحمد منصور مختبئًا في أحد المباني، بينما كانت قناة الجزيرة تبث أخبارًا كاذبة عن اختطافه، في مشهد وصفه الباز بأنه جزء من خطة إعلامية مدروسة لتوجيه الرأي العام.
وشدد الباز على أن الإخوان سطوا على الثورة وركبوها بمعناها الكامل، وبدلًا من الانحياز للشعب أو الانتقال الديمقراطي الحقيقي، سعوا للسيطرة على الحكم، وهو ما أدخل مصر – بحسب تعبيره – في نفق مظلم لا تزال تعاني من تبعاته حتى اليوم.