الضفة الغربية تشتعل.. مستوطنون يهاجمون جنود الاحتلال ويحرقون منشأة أمنية
تصاعدت حدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة، بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين مستوطنين وجنود إسرائيليين، مما أدى إلى إحراق منشأة أمنية تابعة لجيش الاحتلال، في مشهد غير مسبوق يعكس هشاشة الوضع الأمني المتدهور في المنطقة.
مشاهد توثق حجم الأضرار في منشأة أمنية إسرائيلية
وأظهرت مقاطع مصوّرة جديدة الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنشأة أمنية عسكرية قرب مستوطنة بيت إيل، بعد اقتحامها من قبل عشرات المستوطنين الغاضبين، الذين حاولوا التسلل إلى قاعدة "كتيبة بنيامين"، احتجاجًا على إصابة فتى يبلغ من العمر 14 عامًا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب رام الله.
وخلال الاعتداء، أُضرمت النيران في المنشأة الأمنية المخصصة لإحباط العمليات، ورفع المستوطنون لافتة تهاجم قائد الكتيبة وتصفه بـ"الخائن"، في واحدة من أكثر الحوادث خطورة التي تواجه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من داخل المجتمع الاستيطاني ذاته.
تحذيرات أمنية وتضارب في مواقف المسؤولين
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الوضع في الضفة الغربية بأنه "متوتر وخطير للغاية"، في وقت تشهد فيه منطقة السامرة تدهورًا متسارعًا في الأمن، وسط غياب رد حكومي حاسم.
وفي المقابل، أدان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (رئيس حزب "الصهيونية الدينية") أعمال الشغب، بينما دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير إلى التعامل بصرامة مع المتورطين، مطالبًا بتوسيع صلاحيات الشرطة للتصدي لتكرار مثل هذه الحوادث.
الشاباك يحقق والشرطة تعتقل مشتبها بهم
بدأ جهاز الأمن العام "الشاباك" التحقيق في حادثة حرق المنشأة الأمنية باعتبارها "عملًا تخريبيًا"، فيما صنّفت باقي الحوادث على أنها "جنائية"..
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عددًا من المشتبه بهم خلال الأيام الأخيرة في منطقة السامرة، بالتنسيق مع الشاباك الذي يوفّر الدعم الاستخباراتي.
خلافات داخل المستوطنات ومساعٍ لاحتواء الأزمة
وفي محاولة لاحتواء التصعيد، يُجري رؤساء المجالس المحلية في الضفة محادثات مع قادة أمنيين ورجال دين، وسط إقرارهم بخطورة التدهور الأمني. وتشير مصادر داخل المستوطنات إلى أن منفذي الاعتداءات ليسوا من سكان المنطقة، ويُلحقون أضرارًا بالمجتمع الاستيطاني المحلي.