الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

جذور واحدة ومنهج مشترك: الإخوان والتنظيمات الإرهابية في خندق واحد من التحريض إلى التحالف المسلح

الثلاثاء 24/يونيو/2025 - 02:09 م
الاخوان المسلمين
الاخوان المسلمين

في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو 2013، كشفت دراسة حديثة أعدها القاضي الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، عن الجذور العقائدية والتنظيمية المشتركة بين جماعة الإخوان الإرهابية وعدد من التنظيمات الإرهابية العالمية مثل "القاعدة" و"داعش"، مؤكدة أن تأثير الجماعة لم يتوقف عند حدود الفكر، بل امتد إلى تحالفات ميدانية وميليشيات مسلحة وتحريض علني على العنف.

 

وأوضحت الدراسة أن جماعة الإخوان لم تقدم الإسلام كرسالة إصلاح ديني، بل كأداة لاحتكار الحكم والهيمنة السياسية. فمنذ تأسيسها عام 1928، تبنت خطابًا يربط بين معارضتها ومعاداة الدين نفسه، مستخدمة مفاهيم مثل الحاكمية والجاهلية لتكفير الخصوم، ومحو المسافة بين العقيدة والانتماء التنظيمي.

 

كما كشفت الدراسة عن اعتماد الجماعة على "فقه الضرورة" وتفسير ضيق لمفاهيم الولاء والبراء، بما يبرر تحالفها مع أنظمة أو جماعات متطرفة متى اقتضت مصلحتها، مشيرة إلى أن الجماعة تشرعن الديمقراطية فقط عندما تضمن لها الوصول إلى الحكم، وتكفّرها متى لفظها الصندوق.

 

وأكد الدكتور خفاجي أن جماعة الإخوان هيمنت على الخطاب الديني الشعبي من خلال المساجد والمنصات الإعلامية، ونسجت خطابًا تعبويًا يربط النجاة الدينية بولاء الفرد للتنظيم، بينما اتخذت من "البيعة للمرشد" ركيزة للتبعية العمياء داخل هيكل تنظيمي سري مغلق.

 

وفي تحليله للامتدادات الإرهابية، لفت خفاجي إلى أن كتابات سيد قطب، منظّر الجماعة، كانت المنبع الرئيسي لأفكار "القاعدة" و"داعش"، لا سيما مفاهيم الحاكمية والتكفير والجهاد الهجومي، مشيرًا إلى أن أيمن الظواهري نفسه كان من أبرز المتأثرين بقطب واعتبر أفكاره أساسًا لفهم "الإسلام الحقيقي" من وجهة نظر متطرفة.

 

أما على مستوى التحالفات المسلحة، فأوضح أن الجماعة، رغم إنكارها العلني للعنف، أنشأت "الجهاز الخاص" في الأربعينيات، وتورطت في عمليات اغتيال وتفجير، بينما ظهرت بعد 30 يونيو 2013 فصائل مسلحة جديدة تستلهم خطاب الجماعة وتستفيد من رموزها. كما نسجت علاقات وثيقة مع ميليشيات مثل "فجر ليبيا" في ليبيا، وفصائل مرتبطة بـ"جبهة النصرة" في سوريا، وعناصر داخل حزب الإصلاح في اليمن.

 

وفيما يتعلق بالإعلام، أكد خفاجي أن قنوات الجماعة مثل "مكملين" و"الشرق" و"وطن" لعبت دورًا تحريضيًا مباشرًا بعد فض اعتصام رابعة، من خلال الترويج لمصطلحات مثل "القصاص الثوري" و"الثأر للدماء"، مما دفع بعض الشباب إلى اعتناق العنف المسلح تحت غطاء ديني زائف.

 

واختتم الدكتور خفاجي بأن عدة تقارير استخباراتية دولية أقرت بخطورة الجماعة الأيديولوجية، مؤكدة أن علاقاتها بالتنظيمات الإرهابية لم تكن تأثيرًا فكريًا فقط، بل تنسيقًا عمليًا في ساحات الفوضى السياسية، وهو ما دفع دولًا كروسيا ومصر والسعودية والإمارات والبحرين لتصنيفها كتنظيم إرهابي، رغم محاولة الجماعة ترويج نفسها كتيار معتدل على الساحة الدولية.