رسالة ردع لطهران أم هجوم محتمل؟.. خبير أمني يحذر من مخاطر تهديد إسرائيل بضرب منشآت نووية إيرانية (خاص)

في تصعيد جديد يعكس حجم التوتر المتصاعد في المنطقة، كشف مسؤول عسكري إسرائيلي أن منشأة فوردو النووية الإيرانية باتت ضمن قائمة الأهداف العسكرية، متايعًا: "عندما نحتاج إلى ذلك ونتلقى الأوامر بمهاجمتها سنفعل".

تزايد الصراع بين إسرائيل وإيران

السطور السابقة كشف عنها تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على اقتراب مواجهة مباشرة أوسع بين إسرائيل وإيران، وسط تحركات عسكرية أمريكية غير مسبوقة.

رسالة ردع أم استعداد لهجوم محتمل؟

وأفادت الصحيفة بأن الولايات المتحدة أرسلت بين قاذفتين إلى أربع قاذفات استراتيجية من طراز B-2 Spirit من قاعدة "وايتمان" الجوية بولاية ميسوري، باتجاه قاعدة "غوام" الاستراتيجية في المحيط الهادئ.

وترافق القاذفات أربع طائرات للتزود بالوقود، ما يعزز احتمالات استعدادها لمهام قتالية بعيدة المدى.

ورغم أن الوجهة النهائية لتلك القاذفات لم تتضح بعد، تشير "هآرتس" إلى احتمال توجهها لاحقًا إلى قاعدة "دييغو غارسيا"، القريبة من إيران، ما يعكس رسائل ردع مباشرة لطهران.

فوردو.. المنشأة النووية الأصعب في الاستهداف

وتقع منشأة فوردو النووية جنوب العاصمة الإيرانية طهران، داخل نفق جبلي محصّن قرب مدينة قم، على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا تحت سطح الأرض، ما يجعل استهدافها تحديًا تقنيًا وعسكريًا كبيرًا.

وتمثل فوردو إحدى المنشأتين الأساسيتين في برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، إلى جانب منشأة "نطنز"، وتُعد من أكثر المواقع تحصينًا في الشرق الأوسط.

3 سيناريوهات للهجوم على فوردو

وبحسب التقرير، فإن هناك ثلاثة خيارات محتملة لتنفيذ هجوم على منشأة فوردو تتمثل في التالي:

1- هجوم أمريكي مباشر باستخدام القنبلة العملاقة MOAB، ثاني أقوى قنبلة غير نووية في العالم، والتي تُطلق من قاذفات استراتيجية وتزن نحو 14 طنًا.

2- هجوم إسرائيلي بقاذفات أمريكية، وهو خيار مستبعد حاليًا.

3- هجوم إسرائيلي كامل باستخدام الوسائل الجوية المتاحة، من مقاتلات الشبح إلى طائرات النقل والهجوم.

وكشفت صحيفة "معاريف" مؤخرًا عن استعدادات إسرائيلية لتوجيه ضربة مباشرة لفوردو دون انتظار التنسيق مع البيت الأبيض.

خبير أمني مصري: "موقف إيران سيكون بالغ الصعوبة"

وتعليقًا على ذلك، حذر اللواء فؤاد علام، خبير أمني، من خطورة التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران قائلاً: "إسرائيل تسعى لفرض إرادتها كقوة إقليمية مهيمنة، ولن تسمح لأي جهة بالتأثير على أهدافها الاستراتيجية".

وأضاف الخبير الأمني في تصريح خاص لـ"مصر تايمز" أن إسرائيل إذا استخدمت صواريخها الخاصة، فقد تضطر إيران إلى ردود مماثلة، وهو ما قد يجرّ المنطقة إلى صدام أكبر يصعب السيطرة عليه.

وحذر علام من اتساع دائرة الصراع في الشرق الأوسط مع التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران والتلويح باستخدام أو استهداف أهدافا نووية، ما قد ينتج عنه من دخول أطراف أخرى للحرب أو التصعيد الخطير الذي سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة.

تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران

منذ فجر 13 يونيو الجاري، تشهد المنطقة أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث شنت تل أبيب هجمات جوية وصاروخية استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية وقادة وعلماء إيرانيين، بدعم أمريكي، فيما ردت طهران بقصف صاروخي واسع النطاق وطائرات مسيرة.