"النيران أكلت شقى العمر".. من حريق سوق التوفيقية إلى عقار كرداسة المشتعل

"شقا عمرنا ضاع ومش عارفين نروح فين".. كلمات لخصت وجع قلب المتضررين من حرائق متتالية أولها وقع داخل سوق التوفيقية ليلتهم 22 محل تجاري، وآخرها باندلاع النيران حتى يومنا هذا داخل عقار كرداسة ليشرد 15 أسرة من قاطنيه. 

صراخ وعويل وبكاء، وثقت حياة المتضررين بعدما شاهدوا حياتهم تنهار أمام أعينهم؛ ليعيشوا أيام وليالى من الرعب بعدما شاهدوا بأم أعينهم حياة بأكملها تكتسي بلون الدخان الأسود والنيران التي تلتهم متعلقاتهم.

وخلال السطور القادمة يستعرض "مصر تايمز"، حرائق وقعت خلال فترة زمنية قصيرة وأحدث قرارات السلطات بشأنها. 

ليالِ من الرعب يعيشها أهالى منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، عقب نشوب حريق فى أحد العقارات التى تطل على الطريق الدائرى، وتسارع كل أجهزة الحماية المدنية لإخمادها ولكن باءت كل جهودها بالفشل، رغم مرور 10 أيام على أول إنذار بالحريق.

استيقظ أهالى منطقة الهرم، فجرًا على أدخنة غطت سماء الجيزة، وصراخ تصم له الآذان، فخلال عودة العاملين بأحد مصانع الأحذية فى عقار مواجه للطريق الدائرى، ففوجئوا بنشوب حريق يلتهم ما هو أمامه، ورغم أن مواد التصنيع كالتنر والجاز وغيرها مفيدة فى عملية تصنيع الأحذية، إلا أنها سببت كابوسًا استمر لمدة 10 أيام، فهى التى ساعدت على تزايد ألسنة النيران وصعّبت عملية إخمادها.

مواد قابلة للاشتعال وبدروم مغلق كانا عنصرين أساسيين فى الكارثة، فلم تمضى دقائق إلا والتهمت النيران كل ما وجدته فى طريقها داخل البدروم، بل وامتدت للطابقين الأرضى والأول، الملحقين بالمخزن وطالت الشقق العلوية لتُصبغ باللون الأسود خلال بضع ساعات.

كشفت تحقيقات النيابة مفاجآت جديدة فى واقعة عقار كرداسة المشتعل، بعدما تبين أن مالك العقار المخالف قدّم طلبًا للتصالح عما ارتكبه من مخالفات، وقد رُفض طلبه فتظلم منه ولم يبت في التظلم حتى تاريخه، وكانت تحقيقات النيابة قد أكدت أن المبنى غير صادر له ترخيص بالبناء؛ لوقوعه خارج الحيز العمرانى وبنائه على أرض زراعية فى حرم الطريق الدائرى.

ومن جانبها، أصدرت النيابة الإدارية بيانًا بمناسبة التحقيقات التي يجريها المكتب الفني لرئيس الهيئة في القضية المعروفة إعلاميًا بحريق "عقار فيصل" أسفل الطريق الدائري بمحافظة الجيزة.

وأمرت النيابة الإدارية في بيانها، بتكليف الوحدة المحلية لمدينة كرداسة بسرعة تنفيذ قرار لجنة المنشآت الآيلة للسقوط المنتهي إلى هدم العقار كليا، كما كلفتها بمراجعة موقف العقارات المجاورة للعقار محل التحقيق بكامل المنطقة، على أن يشمل الفحص الشامل: تراخيص تلك العقارات ووجود مخالفات لأحكام قانون البناء من عدمه، ومراجعة كافة الأنشطة بتلك العقارات بكافة الأدوار والتأكد من توافر كافة اشتراطات السلامة والأمان وفق القانون واللوائح المنظمة لهذاالشأن، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الغير مرخص منها واتخاذ إجراءات القلق الإداري الفوري وتحديد المسئولين عن تلك المخالفات وابلاغ النيابة الإدارية بكافة ما تم اتخاذه من إجراءات في هذا الصدد.

أعمت نار الانتقام أعين بائع إكسسوارات سيارات بمنطقة التوفيقية، وتسببت خلافات مالية بينه وبين عمه ونجله، في إشعاله النيران داخل المحل التجاري المملوك لهم، ليندلع أضخم حريق في سوق التوفيقية ويتسبب في حرق ما يقارب من 22 محل تجاري، بخسائر مادية تقدر بـ 20 مليون جنيه.

ساعات من الرعب عاشها أهالي "التوفيقية" بعدما غطت الأدخنة سماء منطقة وسط البلد وسط محاولات من رجال الإطفاء لإخماد الحريق الذي نشب إثر انفجار كابل كهرباء بأحد المخازن بالمنطقة، وأسفر عن انتشار النيران التي تسببت في خسائر بـ 22 محل تقريبًا.

وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية كشف تفاصيل الحريق الذي نشب بشارع التوفيقية بدائرة قسم شرطة الأزبكية، وأسفر عن احتراق 14 كشك، وامتداد النيران لأحد المراكز التجارية وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على الحريق وإخماده.

وأسفرت تحريات أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة من خلال فحص المنطقة محل البلاغ عن وجود شبهة جنائية بالحريق، وأن وراء ارتكاب الواقعة بائع إكسسوارات سيارات، وعقب تقنين الإجراءات أمكن استهدافه وضبطه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، مضيفا أنه نظرًا لوجود خلافات مالية بينه وبين أبناء عمومته ناتجة عن بيع أحد المحلات "تحت الإنشاء"، فقام بالتحصل على كمية من "البنزين" من صاحب مركبة "توك توك"، وعقب إيهامه بأنه سائق "توك توك" وتعطلت مركبته، توجه لمحل البلاغ وسكب البنزين وأضرم النيران فى بعض الفاترينات الخاصة بأبناء عمومته؛ إلا أن الحريق امتد على نطاق واسع.

وأمر قاضي المعارضات بمحكمة جنح الأزبكية، تجديد حبس بائع إكسسوارات، 15 يومًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بإشعال النيران بمنطقة التوفيقية، كما طالبت النيابة رجال المباحث بسرعة التحريات حول المتهم؛ للوقوف على نشاطه الإجرامي، واستكمال التحقيقات.