الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
اسرائيليات

إسرائيل توافق على إرسال 5000 جرعة من لقاح كورونا للفلسطينيين

الأحد 31/يناير/2021 - 06:12 م
 بيني غانتس -  وزير
بيني غانتس - وزير الدفاع الإسرائيلي

أعلنت إسرائيل، اليوم الأحد، عزمها على إرسال خمسة آلاف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا إلى الفلسطينيين، في خطوة اعتبرتها السلطة الفلسطينية "رمزية"، وخصوصا أنها تأتي بعد جهود جهات دولية من بينها الأمم المتحدة لدفع إسرائيل الى تطعيم الفلسطينيين.

وحثت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية وأطباء إسرائيل التي شرعت الشهر الماضي في حملة تطعيم طموحة تعتبر الأسرع والأكبر في العالم مقارنة بعدد السكان، على مساعدة الفلسطينيين في الحصول على اللقاح ضد الفيروس.

وأكد متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس لوكالة فرانس برس الخطوة.

وقال "أؤكد أننا سنرسل خمسة آلاف جرعة للطواقم الطبية لدى السلطة الفلسطينية".

وكانت إسرائيل قد طلبت ما مجموعه 14 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من شركتي فايزر وموديرنا، وتعتبر هذه الكمية كافية لحقن سبعة ملايين شخص باللقاح الذي يعطى على جرعتين.

ومنذ بدأت إسرائيل بحملة التطعيم في 19 ديسمبر الماضي، تلقى أكثر من ثلاثة ملايين من سكان الدولة البالغ تعدادهم نحو تسعة ملايين نسمة أول جرعة من الجرعتين المطلوبتين من لقاح فايزر.

وفرضت إسرائيل نهاية الشهر الماضي الإغلاق الشامل الثالث في محاولة لاحتواء الفيروس، لكن أرقام الإصابات استمرت في الارتفاع.

وأحصت الدولة العبرية التي يبلغ تعداد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة، أكثر من 640 ألف إصابة بالفيروس و4768 وفاة.

وتناقش الحكومة الإسرائيلية مساء الأحد تمديد فترة الإغلاق الشامل الثالث، وتشديد إجراءات السلامة المتعلقة به، وخصوصا أن تلك القيود تواجه تحدي اليهود المتشددين.

والأحد، تجمهر آلاف اليهود المتشددين بينهم كثيرون لا يضعون كمامات واقية في الشوارع للمشاركة في تشييع رئيس معهد بريسك الديني ميشولام دوفيد سولوفيتشيك (99 عاما) الذي توفي في وقت سابق الأحد.

وشهدت نقاط عدة في القدس وتل أبيب مؤخرا، اشتباكات بين اليهود المتشددين والشرطة التي تسعى إلى فرض الإغلاق القسري.

وفي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 وقطاع غزة الفقير والمحاصر، لم يحصل الفلسطينيون بعد على اللقاح ضد الفيروس.

وأحصت الضفة الغربية حتى ظهر الأحد نحو 108 آلاف إصابة بالفيروس و1307 وفيات، فيما سجل في قطاع غزة أكثر من 51 ألف إصابة و522 وفاة.

وكانت السلطة الفلسطينية في رام الله أعلنت الشهر الجاري توقيعها أربعة عقود للحصول على لقاحات ضد فيروس كورونا بينها اللقاح الروسي، على أن يتم تسليمها بحلول شهرين وتشمل سبعين في المئة من السكان.

ودعت منظمة التحرير الفلسطينية في وقت سابق في بيان "المجتمع الدولي إلى أن يحث اسرائيل، كقوة محتلة، على احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وتوفير اللقاحات".

وأكد مسؤول في الحكومة الفلسطينية الأحد أن السلطة الفلسطينية لم تتسلم أي شيء من الجانب الإسرائيلي.

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "قالوا إنهم سيبعثون بهذه اللقاحات، لكن لم يصلنا شيء لغاية الآن". وأضاف "5000 لقاح لن تفيدنا بشيء وهذه خطوة رمزية فقط".

واوضح أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية سيعلن الإثنين مواعيد وصول اللقاحات من عدة دول أوروبية بدون تحديدها.

ويشار إلى أن السلطة الفلسطينية لم تتلق حتى الآن أي لقاح وأملت بتسلم الشحنة الأولى مطلع فبراير بفضل آلية كوفاكس لمساعدة الدول الأكثر فقراً.

وقالت السلطة إنها لم تطلب من إسرائيل مباشرة المساعدة في الحصول على اللقاحات ضد الفيروس.

الأسبوع الماضي، دعا منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينيسلاند إسرائيل إلى تسهيل عملية تطعيم الفلسطينيين ضد فيروس كورونا، مشيرا إلى "التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي".

وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن إسرائيل "ملزمة" بصفتها "قوة احتلال" "توفير" اللقاحات لنحو 2,8 مليون فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، ومليوني نسمة في قطاع غزة.

ولم تفصح اسرائيل عن أسباب تقديمها خمسة آلاف لقاح للسلطة الفلسطينية، علما انها باشرت تلقيح الفلسطينيين في القدس الشرقية التي احتلتها في العام 1967، وضمتها لاحقا في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

من جهته، رأى الدبلوماسي الإسرائيلي السابق والباحث في مركز القدس للشؤون العامة آلان بيكر أن إسرائيل "غير ملزمة توفير اللقاح للفلسطينيين".

وأكد بيكر الذي كان ضمن الفريق الذي عمل على توقيع اتفاقية أوسلو للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين مطلع التسعينات، لفرانس برس أن " المسؤوليات المتعلقة بالطب والصحة بما فيها عمليات التطعيم ضد الأوبئة تم نقلها إلى الفلسطينيين" بموجب المادة 17 من الملحق الثالث لاتفاقية أوسلو الثانية.

لكنه تدارك أن الطرفين "ملزمان التعاون وتبادل المعلومات".