الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

مجلس النواب الأمريكي يبحث مساءلة ترامب يوم الأربعاء

الثلاثاء 12/يناير/2021 - 12:45 ص
الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي - ارشيفية

قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي ستيني هوير،: إن من المتوقع أن يبدأ المجلس بحث إجراء مساءلة ثانية للرئيس دونالد ترامب يوم الأربعاء، وذلك بعد اتهامه رسميا بالتحريض على التمرد قبيل اقتحام
مبنى الكونجرس الأسبوع الماضي.

وذكر معاون بمجلس النواب أن هوير أبلغ رفاقه الديمقراطيين بأن المجلس سيبدأ إجراءات المساءلة يوم الأربعاء إذا لم يرد مايك بنس نائب الرئيس على طلب لتفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور الأمريكي لعزل ترامب.

ومن شأن إقرار التشريع أن يجعل الجمهوري ترامب الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يُساءل مرتين بهدف عزله.

وكان آلاف من أنصار ترامب قد اقتحموا مبنى الكونجرس الأسبوع الماضي، مما دفع أعضاء الكونجرس الذين كانوا يشاركون في جلسة المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بالرئاسة إلى الاختباء، في هجوم مروع على الديمقراطية الأمريكية خلف خمسة قتلى. 

وألقت السلطات القبض على عشرات ممن هاجموا ضباط الشرطة وسرقوا أجهزة كمبيوتر وحطموا النوافذ في مبنى الكابيتول لدورهم في أعمال العنف، وقال مسؤولون إنهم بدأوا 25 تحقيقا استنادا لقانون الإرهاب المحلي.

ووقعت أحداث العنف بعد أن حث ترامب أنصاره على الزحف إلى الكابيتول في لقاء جماهيري كرر فيه مزاعمه الزائفة عن عدم شرعية هزيمته المنكرة في الانتخابات. ويقول كثير من الديمقراطيين بمجلس النواب وقليل من أعضائه الجمهوريين إنه ينبغي عدم الوثوق بترامب لحين انتهاء فترة رئاسته التي تنقضي في 20 يناير.

وطرح الديمقراطيون رسميا اليوم تشريعهم الخاص بالمساءلة. ويتهم ترامب "بالتحريض على التمرد".

وقال هوير للصحفيين "لدينا رئيس يعتقد معظمنا أنه شارك في تشجيع تمرد وهجوم على هذا المبنى وعلى الديمقراطية وفي محاولة إفساد إحصاء أصوات (المجمع الانتخابي الخاصة باقتراع) الرئاسة".

ومع انعقاد مجلس النواب اليوم الاثنين، عرقل الجمهوريون مسعى لمناقشة تشريع يحث نائب الرئيس مايك بنس على تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور، الذي لم يستخدم مطلقا، لعزل رئيس غير أهل للسلطة.

وقال العضو الجمهوري بالمجلس أليكس موني الذي أثار الاعتراض "ينبغي لمجلس النواب الأمريكي ألا يتبنى مطلقا تشريعا يطالب بعزل رئيس منتخب انتخابات سليمة دون أي جلسات أو نقاش أو تصويت مسجل".

ومن المتوقع أن يصوت المجلس مساء غد الثلاثاء على تشريع لاستخدام التعديل الخامس والعشرين، الذي يسمح لنائب الرئيس ومجلس الوزراء بعزل الرئيس لعدم أهليته للحكم.

ولم يظهر بنس ورفاقه الجمهوريون اهتماما يذكر بتفعيل التعديل، لكن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وديمقراطيين آخرين يحاولون زيادة الضغط عليهم للتحرك ضد ترامب. وطالبوا بنس بالرد خلال 24 ساعة بعد إقرار التشريع.

وقالت بيلوسي "في خطوتنا التالية سنمضي قدما في طرح تشريع العزل في المجلس. تهديد الرئيس لأمريكا عاجل وسيكون تحركنا أيضا بالمثل".

وبعد الهجوم سلم ترامب في بيان مسجل بالصوت والصورة بأن إدارة جديدة ستتولى السلطة في 20 يناير كانون الثاني لكنه لم يظهر على الملأ. 

وجمدت شركتا تويتر وفيسبوك حساباته استنادا إلى خطر تحريضه على العنف.

* مخاوف أمنية
لا تزال واشنطن في حالة تأهب قصوى قبيل تنصيب بايدن. ويجتذب ذلك الحدث عادة مئات الآلاف من الزوار إلى المدينة، لكن جرى تقليصه بصورة كبيرة بسبب جائحة كورونا.

في غضون ذلك، جرى تكليف الحرس الوطني بتعبئة ما يصل إلى 15 ألفا من القوات لحماية مراسم التنصيب فيما مُنع السائحون من زيارة نُصب واشنطن لوجود تهديدات من أنصار ترامب بارتكاب مزيد من أعمال العنف.

وأفاد مسؤول بسلطات إنفاذ القانون الاتحادي بأن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) حذر من أنه يجري التخطيط لتنظيم احتجاجات مسلحة في العاصمة الأمريكية وعواصم الولايات الخمسين الأخرى قبل تنصيب بايدن.

وقال المشرعون الذي صاغوا اتهام المساءلة إنهم حصلوا على تأييد ما لا يقل عن 214 من الديمقراطيين في المجلس والبالغ عددهم 222، مما يشير إلى قوة احتمالات إقراره.

بل إن العضوة الديمقراطية بالمجلس ديانا ديجيت قالت إن بعض الجمهوريين عبروا سرا عن دعمهم للمساءلة.

وأضافت للصحفيين "سمعت من جمهوريين عدة في مطلع الأسبوع، يؤكدون أنني على صواب، ويقولون كم كان هذا أمرا شائنا وإنهم يعتقدون بأنه يستحق المساءلة. لذلك أعتقد أنه إذا طرح هذا (تشريع المساءلة) على المجلس فربما تجدون بعض الجمهوريين يصوتون (لصالحه)".

وكان الديمقراطيون اتهموا ترامب في ديسمبر 2019 بالضغط على أوكرانيا للتحقيق في تصرفات بايدن لكن مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الجمهوريين برأه من التهمة.

وحتى إذا وجه مجلس النواب اتهاما رسميا لترامب مرة ثانية فلن ينظر مجلس الشيوخ في الأمر على أقل تقدير قبل 19 يناير الجاري آخر يوم كامل سيقضيه ترامب في البيت الأبيض.

واحتمالات نجاح الديمقراطيين في مسعاهم الأخير لعزل ترامب ضعيفة من غير دعم الحزبين. ويتطلب ذلك أغلبية الثلثين لإدانة ترامب وعزله في مجلس الشيوخ المكون من مئة عضو، وحيث سيتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة إلى أن يتبوأ الفائزان بجولة الإعادة في ولاية جورجيا في الآونة الأخيرة مقعديهما وتؤدي نائبة الرئيس المنتخبة
كاملا هاريس اليمين.

وسيكون تصويت هاريس حاسما في المجلس.

وقال النائب جيم كلايبيرن الرجل الثالث في ترتيب قيادات الديمقراطيين في مجلس النواب إن من الممكن تفادي هذه المشكلة بالانتظار بضعة أشهر قبل إرسال ملف الاتهام الرسمي إلى مجلس الشيوخ.

وقد قال أربعة فقط حتى الآن من النواب الجمهوريين علنا إنه ينبغي ألا يستكمل ترامب أيامه التسعة الباقية في منصبه.

وسيكون ترامب قد ترك منصبه لكن إدانته ستحول بينه وبين ترشيح نفسه في انتخابات 2024.

وستشغل محاكمة ترامب مجلس الشيوخ خلال الأسابيع الأولى من حكم بايدن الأمر الذي سيحول دون المصادقة على تعيينات الوزراء والتحرك في الأولويات مثل تدابير مكافحة فيروس كورونا.

وقال بايدن اليوم الاثنين إنه تحدث إلى بعض أعضاء مجلس الشيوخ بخصوص المساءلة، وإن المسؤولين سيتحققون من أمانة المجلس مما إذا كان بالإمكان إجراء محاكمة في الوقت ذاته مع الأعمال الأخرى.

وأضاف للصحفيين في ديلاوير بعد الحصول على جرعته الثانية من لقاح فيروس كورونا "هل يمكنكم قضاء نصف يوم في نظر المساءلة ونصف يوم في تأكيد ترشيح رجالي في مجلس الشيوخ وكذلك المضي قدما في حزمة (التحفيز)؟ هذا ما آمله وأتوقعه".

ومن شأن التصويت أن يجبر رفاق ترامب الجمهوريين أيضا على الدفاع عن سلوكه مجددا.

من ناحية أخرى قالت عدة شركات أمريكية كبرى من بينها ماريوت إنترناشونال وجيه.بي. مورجان تشيس وشركاه إنها ستجمد تبرعاتها لنحو 150 جمهوريا صوتوا معترضين على فوز بايدن.

وتدرس شركات أخرىالاقتداء بها. 

وكان زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر قال أمس الأحد إن تهديد الجماعات المتطرفة العنيفة لا يزال مرتفع.

وسيصبح شومر زعيم الأغلبية بعد تنصيب بايدن ونائبته المنتخبة كاملا هاريس وانضمام العضوين الديمقراطيين الجديدين بالمجلس عن ولاية جورجيا.