الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الديموقراطيون يتحركون بسرعة في اتجاه إطلاق اجراء عزل ترامب

الإثنين 11/يناير/2021 - 09:45 م
الرئيس دونالد ترمب
الرئيس دونالد ترمب - الرئيس المنتهيه ولايته

مضى الديموقراطيون، اليوم الاثنين، بحزم في تحركهم الهادف للبدء بإجراء عزل ثان بحق الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بتهمة "التحريض على العنف" الذي شهده الكابيتول مع دعوة نائبه مايك بنس في الوقت نفسه الى إقالته من مهامه.

وبات الملياردير الأميركي (74 عاما) مهددا بعقوبة ستدخل تاريخ الولايات المتحدة ويمكن أن تطبع مستقبله السياسي، اذا أصبح أول رئيس للولايات المتحدة يواجه اجراء عزل امام الكونغرس مرتين.

بعد أحداث الكابيتول التي أوقعت خمسة قتلى وأثارت صدمة في البلاد والعالم ورغم ان انتهاء ولاية ترامب بات قريبا، قرر الديموقراطيون تسريع خروجه من السلطة معتبرين إنه رئيس "غير متزن" يشكل "تهديدا وشيكا" للديموقراطية الأميركية.

بالتالي قام الديموقراطيون الذي يشغلون غالبية في مجلس النواب، صباح الاثنين بتحرك على مسارين.

فقد أودع برلمانيون من جهة نص الاتهام بحق دونالد ترامب، الخطوة الاولى نحو إطلاق اجراء عزل ثان رسميا بحق الرئيس الاميركي المنتهية ولايته الذي يتهمونه ب"التحريض على العنف" الذي شهده مبنى الكابيتول.

ويمكن أن ينظم تصويت خلال جلسة عامة لاعتماد هذا النص اعتبارا من الاربعاء في مجلس النواب.

في موازاة ذلك طلب الديموقراطيون ان يتم اعتماد مشروع قرار بالاجماع يطلب من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس إقالة ترامب عبر تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.

وقد اعترض نائب جمهوري على اعتماد مشروع القرار فورا بالاجماع وبالتالي يتعين اجراء تصويت في جلسة عامة اعتبارا من الثلاثاء.

وأكدت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الاثنين أن الجمهوريين "يعرضون أميركا للخطر" عبر "تواطئهم" مع ترامب الذي تتهمه ب"التحريض على تمرد دام ضد أميركا" على خلفية احداث مبنى الكابيتول.

وأضافت أن "الرئيس يمثل تهديدا وشيكا لدستورنا وبلدنا والشعب الأميركي ويجب عزله على الفور".

وأوضحت بيلوسي أنّه سيتم إجراء تصويت في مجلس النواب الثلاثاء بشأن مطالبة الديموقراطيين بأن يستند بنس إلى التعديل الخامس والعشرين من الدستور ليعزل ترامب.

وقالت "ندعو نائب الرئيس للرد في غضون 24 ساعة بعد تبني" النص.

والنص الذي يدعمه عدد كبير من الديموقراطيين في مجلس النواب يرتقب ان يتم تبنيه بسهولة.

لكن الشك يبقى محيطا بمسار ونتيجة المحاكمة التي يفترض ان تجري لاحقا في مجلس الشيوخ والذي يعد حاليا غالبية جمهورية.
وسيتولى الديموقراطيون السيطرة عليه في 20 يناير لكنهم سيكونوا بحاجة لجمع أصوات العديد من الجمهوريين من اجل بلوغ غالبية الثلثين المطلوبة لادانة الرئيس.

وقال النائب الديموقراطي ديفيد سيسيلين وهو أحد معدي النص للصحافيين الاثنين "أتوقع أن يدعم جمهوريون مشروع القرار" الذي يتضمن نص الاتهام في مجلس النواب.

وأضاف أن اعمال العنف في الكابيتول تنطوي على "محاولة انقلاب".

وبحسب النص فان ترامب شجع أنصاره على الوصول الى الكابيتول الأربعاء الماضي حيث كان مايك بنس يعلن بحسب الدستور، رسميا نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 3 نوفمبر. 

ولم يقبل ترامب أبدا نتيجة الانتخابات.

وكتب في نص الاتهام ان ترامب "حرض على العنف" و"عرض أمن الولايات المتحدة لخطر شديد".

وأضاف معدو النص أنه مع "سلوكه" هذا أظهر الرئيس المنتهية ولايته "انه لا يزال يشكل تهديدا للامن القومي وللديموقراطية والدستور اذا سمح له بالبقاء في مهامه".

وكان الكونغرس استهدف ترامب الذي يتولى السلطة منذ عام 2017 باجراء إقالة بادرت اليه نانسي بيلوسي في نهاية 2019 بتهمة الطلب من دولة أجنبية، أوكرانيا، التحقيق حول منافسه جو بايدن حين كان مرشحا للرئاسة.

وتمت تبرئته في مجلس الشيوخ الذي يعد غالبية من الجمهوريين في مطلع العام 2020.

دعا بعض الجمهوريين الاحد دونالد ترامب إلى الاستقالة لتجنيب البلاد تعقيدات إجراء عزل وكذلك اللجوء الى تفعيل التعديل الخامس والعشرين من الدستور.

والاتصالات مقطوعة بين ترامب وبنس الوفي له منذ فترة طويلة، منذ الاربعاء.

وذكرت قناة سي بي اس أن ترامب، المعزول في البيت الأبيض، والذي اغلقت حساباته على تويتر ووسائل تواصل اجتماعي أخرى سعيا لتجنب أي تحريض جديد على العنف يمكن ان يتحدث الاثنين.

ويعتزم القيام بزيارة لتكساس الثلاثاء للإشادة بسياسته المتعلقة بالهجرة وبناء الجدار الحدودي مع المكسيك.

والاثنين خرجت السيدة الأميركية الاولى ميلانيا ترامب عن صمتها منذ وقوع اعمال العنف في الكابيتول والتي ارتكبها أنصار ترامب، ونددت "بالهجمات" التي تعتبر انها تتعرض لها.

وكان الكابيتول، مقر الكونغرس الأميركي، محميا الاثنين بحواجز. ولا تزال نوافذ حطمت اثر أعمال العنف الاربعاء مغطاة بالواح خشبية.

وسيؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين في 20 يناير في الكابيتول. ومباشرة بعد ذلك سيحيط بايدن نفسه بأسلافه باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش لتوجيه دعوة الى الوحدة في أميركا المقسومة.

وقالت لجنة تنظيم حفل أداء اليمين الاثنين إن "أميركا الموحدة" سيكون شعار حفل تنصيب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.

وفور ادائه اليمين، سيتوجه جو بايدن إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية مع الرؤساء السابقين أوباما وبوش وكلينتون لوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول.