الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

أزهري: القرآن صالح لكل زمان لكن به نصوص تاريخية لا يعمل بها الآن

الإثنين 01/أبريل/2024 - 09:45 م
سالم أبوعاصي
سالم أبوعاصي

كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، سبب الجدل حول تاريخية النص القرآني، إن الخلاف حول تاريخية النص القرآني، أن هناك نصوص نزلت لتعالج أمور في زمن نزول القرآن، بينما الظروف تغيرت الآن.

أزهري: القرآن صالح لكل زمان لكن به نصوص تاريخية لا يعمل بها الآن


وقال "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، أنه عندما صرح مرشد الإخوان في منتصف التسعينات وقال إن المسيحيين لابد أن يدفعوا جزية وكان يستند إلى نص قرآني، خرج شيخ الأزهر وقتها الدكتور محمد سيد طنطاوي وقال هذا نص تاريخي ولا يجب أن نعمل به.

 

وأردف: "توجد نصوص في القرآن يمكن ألا يعمل بها الآن، القرآن كتاب صالح للزمن كله، والقرآن يعالج المشكلات الشبيهة بالمشكلات التي كانت موجودة وقت نزوله من باب القياس ومن باب إفراد.

 

وأشار إلى أن هناك ما يسمى بوحدة المفهوم وتعدد المصداق، فالجزية مصداق، المفهوم موجود في النص القرآني ونقرأه ونتعبد به لكن هل مصداقه موجود الآن؟ عمر رضي الله عنه عندما ألغى العمل بنص المؤلفة قلوبهم لم يلغي النص، ولكن محل إنفاذ النص ذهب، لهذا عمر ألغى المصداق والمحل الآن في الجزية ذهب، لأنه يوجد فقه مواطنة.

 

وتابع: "الفقه جاء يشتبك مع الحياة، فإذا قرأنا جزء كبير من الفقه لا يشتبك مع الحياة، هذا تضييع للعمر، والجزية أصبحت تاريخية باعتبار المصداق غير موجود،  لكن في الآية "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخير" هل تقول رباط خيل في المعركة عشان المصداق الخارجي يبقى موجود؟".


واستطرد: "عندما نقول لا فرض لجزية الآن، نحن لا نلغي القرآن وعمر رضي الله عنه لم يلغي نص سهم المؤلفة، إنما وجد المحل غير موجود، فالمصداق يذهب ويأتي مما يجعل القرآن صالح لكل زمان ومكان".

 

وأشار إلى نص آخر في القرآن ذهب محله، وهو نص "براءة من الله ورسول إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر"، مردفا هذا النص مرتبط بالأحداث التاريخية، ونحن لا نبطل النص القرآني، بل تقول يذهب مصداق ويأتي مصداق جديد، فالآن جاء مصداق المواطنة ليحل محل الجزية.

 

ولفت إلى أنه من الجرم التعرض لتفسير القرآن، دون معرفة العلاقات الدولية، فالآن لا يوجد أسري حروب بالمعنى القديم أن يكون لبآسرهم حرية العفو أو القتل، أو يتخذهم عبيد، العبيد وملك اليمين لم يعد أمرا مقبولا في العلاقات الدولية.