الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"باد وردز" تريند كارثي ومدمر للمجتمع.. مستشار أسرى وتربوى: يعنى إلغاء الحوار بين الأم وطفلها وتجرأه على سوء الخلق.. أخصائي علم نفس: تريند مرفوض ويؤثر سلبا على الطفل والمجتمع

السبت 17/فبراير/2024 - 03:53 م
مخاطر التريند على
مخاطر التريند على نفسية الطفل

انتشر خلال الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعى تحدى أو تريند يعرف " " Bathroom Wordbad Challenge" أى تحدى الكلمات السيئة فى الحمام، إذ  يقوم هذا التحدى على إدخال الأم إبنها الحمام وتتفق معه على أن يقول "باد وردز" أى ألفاظ غير لائقة غير مسموح بها إطلاقا فى العادى كتنفيس عن مشاعر الغضب لديه أو مشاعره السلبية، على أن يتم تصويره بكاميرا، شريطة ألا يعاقب على ما يقول حتى يشعر الطفل بالأمان وتعرف الأم ماسمعه إبنها من ألفاظ خارج البيت.

 

 

للأسف اللهث وراء "التريندات" والسعى نحو تحقيق نسب عالية من المشاهدات والوصول، يدفع هؤلاء الأمهات إلى تدمير أبنائهن دون أن يشعرن، إذ يضربن بعرض الحائط بآداب الإسلام وتعاليمه سواء عند دخول الخلاء  أو التعامل مع الغضب، ومن ناحية أخرى يعتاد الطفل على قول الكلمات البذيئة، ففيما يفعل موافقة صريحة من الأم على أن يتلفظ ابنها بألفاظ سيئة وبالتالى تسوء أخلاقه.



وقبل أن تنساق أى أم وراء التريندات وتقوم بتقليدها بشكل أعمى، يجب أن تقف مع نفسها للحظات وتدرك هل سيؤثر ذلك على ابنائها أولا أم لا، وهل هذا التريند يتفق مع عادات وتقاليد المجتمع والقيم الدينية أم لا.

 

 

أما عن مخاطر التريندات والانسياق ورءاها، وعن مدى تأثيرها على المجتمع، هذا ما سيوضحه خبراء التربية وعلم النفس فى السطور التالية:

 

غياب الحوار بين الأم والطفل

 

وحول هذا الأمر تقول دعاء سامى،مستشار أسرى وتربوي،" هذا التريند فيه الأم التي تعطي لإبنها فرصة مصطنعة ومغلفة بخصوصية زائفة أمام كاميرا ليتلفظ بما سمعه من بذاءة بغرض أن تتعرف على ما مر عليه وما سمعه فى البيئة المحيطة به".

 

وتضيف لـ"مصر تايمز": هذا يعني أن تلك الأم يعيش معها ابنها في حالة رعب وفقدان حوار هادئ يشبع فضوله نحو كل ما هو جديد في يومه، وهنا أتحدث عن الطفل المتكلم بشكل عادي وليس الانطوائي والذى لن يتحدث أمام أي كاميرا مهما تم إقناعه".

 

وتوضح سامى أن  الطفل العادي عندما يأخذ الفرصة ويتحدث أمام كاميرا هذا يعني أنه يتحدث  بشكل طبيعي وطلق ولكن قناة حواره مع أمه ليست مفتوحة ولا سليمة حتى تضطر أن تجعله يتحدث بدون وجودها .

 

وتتابع" الطفل كلما سمع كلمة أو مصطلح جديد يحب أن يردده وسط أهله من باب اختبار فهمه له ومن باب رؤية رد فعل المحيطين على المصطلح، وهذه التجربة الترند تعني أن الأهالي لا يسمعوا أولادهم ولا يسمحوا لهم مجرد السماع بفهم الكلمات الجديدة وشرحها لها وينتهي الأمر، ولكنهم أساءوا لغة الحوار  منذ البداية  والآن يريدوا أن يعلموا ماذا سمع الأبناء !! ".

 

وتتساءل المستشار التربوى   كيف لنا أن نعد طفل بالكتمان وعدم العقاب ونعاقبه أشد عقاب بأننا نفضحه أمام العالم كله وهو يسب ويلعن ويشتم،  هذا التريند مقصود وتعرية لسوءة طفل بريئ يتلاعب به الكبار لتحصيل مشاهدات، هذا شئ مؤسف، مستنكرة اختيار الحمام لتجربة التريند قائلة" لماذا التواجد بالحمام لماذا لم تكن أي غرفة بالمنزل".

 

وتؤكد أن هذه الأفعال لن تفرغ مشاكل الطفل النفسية بل ستخلق مشاكل نفسية وسلوكية أكبر وأخطر وأكثر سوءا، حيث يتم تعليم الطفل الجرأة لأن يتصور فى الحمام، وهنا علينا أن نتساءل ماذا سيصور الطفل مستقبلا عوراته وجسمه وأجسام غيره كارثة بمعنى الكلمة.

 

وتستكمل سامى حديثها قائلة" هل الضغط النفسي الذي يحدث للإنسان عند كظم غيظه وتهذيب لسانه ضغط نفسي إيجابي ام سلبي؟  وهل كل الضغوط النفسية للإنسان يجب التخلص منها بالتاكيد لا؟ ومن المؤكد أن هذا النوع من النوع الايجابى الضرورى يعمل على تهذيب الإنسان ورقيه، وكف اللسان مهارة من مهارات تعلم الحُلم.

 


وتختتم المستشار التربوى حديثها قائلة " هناك العديد من الوسائل التي من الممكن أن  يعبر الطفل بها عن ضغوطه النفسية مثل   الرسم أو المواقف الافتراضية مثل ماذا لو ؟؟ أو ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟؟، كل هذه الوسائل الحوارية مع الطفل من شأنها  تظهر ماذا تعرض له وهو معنا أو بعيد عنا".

تريند مرفوض

 

وبدروها تستنكر تغريد إحسان،أخصائي نفسى ، تريند" باد وردز" هذا قائلة هذا التريند مرفوض لم استوعب كيف يخرج تريند بهذه الصورة فللخلاء آداب نعلمها ونعلمها لأطفالنا كيف نصور ونتكلم فيه، هذا غير صحى".

 

 

وتضيف ل"مصر تايمز": كيف نعلم الطفل ألا يتحدث فى الحمام، ونعلمه أن لا يسب وفى النهاية اطلب منه أن يدخل الحمام ويتحدث بما فى داخله من ألفاظ سيئة، هنا سيكون لدى الطفل فعلين متضاربين، لن يستوعب مخه متى يقول هذا ومتى لا يقول"، موضحة أن هذا الفعل يعلم الطفل الاختباء  بعيدا عن الناس كى يفعل الخطأ.

 

وتتابع إحسان" هناك العديد من الوسائل الناجحة التى يمكن استخدامها كى يخرج الطفل طاقته السلبية وينفس عن غضبه منها أن أعلمه القول إذا كان غاضبا يأتى ويتحدث، وأيضا نعلمه طرق أخرى مثل التلوين أو الرسم أو الكتابة أو التنطيط أو اللعب بكرة الضغط وغيرها من الوسائل إلى جانب الحديث مع الطفل يوميا عن مايحدث فى يومه،وإذا أخطأ نفهمه الصح والحلال والحرام.

 

تريندات لا تشبهنا

 

وتشير إلى أنها ليست مع فكرة التريندات ولا مع من ينساق وراءها، ليس كل شئ على مواقع التواصل الاجتماعى نجرى وراءه، مؤكدة أنها تؤثر بالفعل على المجتمعات بالسلب.

 

وتختتم الاخصائي النفسى حديثها قائلة" أشعر اننا نجرب أشياء ليست تشبهنا لا دينا ولا أخلاقنا ولا مجتمعنا، نحاول أن نعيش حياة ليست لنا ونقلد أشخاص لا فكرنا ولا مستوانا ولا دينا، وهذا أدى إلى ضياع هديتنا ومبادئنا واخلاقنا".