الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

إيما ستون تجسد دور امرأة بالغة بعقل طفل في فيلمها "بور ثينجز"

السبت 20/يناير/2024 - 03:03 م
فيلم بور ثينجز
فيلم بور ثينجز

رغم أنه من النادر أن تتفق الآراء على جودة فيلم معين، حظي الفيلم الجديد "بور ثينجز" (أشياء مسكينة)، للمخرج اليوناني، يورجوس لانثيموس، على حفاوة بالغة من جانب النقاد والمشاهدين على حد سواء، عند عرضه الأول.

ومنذ ذلك الحين، ينال الفيلم النسوي الناجح، الذي تقوم ببطولته النجمة الامريكية إيما ستون، قدرا كبيرا من الثناء، بوصفه عملا عبقريا ابداعيا.

وفي الفيلم، تجسد ستون 35 عاما دور وحش فرانكنشتاين الحديث، حيث تحرر نفسها من قيود من صنعها. وبعد أن فاز الفيلم بالجائزة الرئيسية في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهي جائزة "الاسد الذهبي"، بالاضافة إلى جائزتي "جولدن جلوب"، صار بإمكان المشاهدين الآن الاستمتاع بمشاهدة فيلم "بور ثينجز" في دور العرض المحلية.

وكبداية، قدم الممثلون والممثلات أداء ممتازا. وفازت إيما ستون بجائزة "جولدن جلوب" من فئة "أفضل ممثلة" عن دورها في الفيلم، ومن المؤكد أنها سوف يتم ترشيحها للفوز بجائزة الأوسكار عن تجسيدها لدور امرأة بالغة بعقل طفل. وقد بدأت بإعادة تعلم كيفية التحدث والتحرك، وهي عملية تتطلب الكثير من الجهد اللغوي، كما تتضمن كما من التهريج والدعابة.

ويجسد الممثل الامريكي، ويليم دافو 68 عاما دور العالم جودوين، الذي يعثر على سيدة حبلى تدعى "بيلا"، جثة هامدة بعد انتحارها، فيقرر إعادة الحياة لها وزرع دماغ طفل لديها. ويجسد دافو دور جودوين، بوصفه رجلا لديه أخلاقيات مرنة، وهو عالم عبقري ذو طابع أبوي.

كما أن هناك ميزة إيجابية أخرى في الفيلم، تحفز المشاهد على الحرص على الاستمتاع بمشاهدته داخل دار العرض وليس في المنزل، وهي المؤثرات البصرية الهائلة، التي تنقل المتفرج إلى عالم آخر. ويعيش جودوين وبيلا في فيلا على طراز الفن الحديث السريالي.

ومن المفترض أن أحداث الفيلم تدور في القرن التاسع عشر، رغم أن هذا ليس واضحا تماما. ويبدو المكان بالكامل، وليس المنزل فقط، كما لو كان من تصميم المهندس المعماري الاسباني الشهير، أنطوني جاودي، بحسب ما قاله مؤخرا صحفي من مجلة "ليتيراراي هاب".

وتم صنع الأثاث والسفن والمنازل كلها، بطريقة إبداعية مليئة بالتفاصيل، مع المراوح التي على شكل زهور، أو الأعمدة الملتوية. كما أن هناك أشكال مطرزة بالساتان على الجدران والأرضيات، مصنوعة من القطيفة.

وفي حال كان المشاهد يستمتع بالمشاهد الخيالية، فإن "بور ثينجز" هو بالتأكيد الفيلم المناسب له، ولكن عليه ألا يدع بعض المشاهد الأكثر تطرفا، تزعجه، مثل مشاهدة دماغ يتم تقطيعه إلى شرائح مثل الكعكة، أو مشاهدة بيلا وهي تقوم - بكل سرور - بتقطيع أعضاء شخص ميت بالسكين.

ويستخدم المخرج يورجوس لانثيموس عدسة عين السمكة، ويتلاعب بتقنيات الكاميرا الأخرى من أجل الوصول إلى تصوير منحني أو غير واضح. وقد تم تصوير أجزاء من الفيلم بألوان زاهية، بينما هناك بعض الاجزاء الأخرى باللونين الأبيض والأسود فقط.

وفي الوقت نفسه، تعد أزياء الفيلم رائعة أيضا، حيث تتنوع ملابس بيلا ما بين العباءات والفساتين، بالإضافة إلى معطف الطبيب المميز، ذي الأكمام المنتفخة بشكل مبالغ فيه. وتظهر الأقمشة متلألئة ومطرزة ومليئة بالتموجات مثل ملابس الدمى.

وبالحديث عن الالعوبة، فإن قلب القصة التي يدور حولها فيلم "بور ثينجز"، هو امرأة يعاملها الرجال كأداة، ولكنها تتمكن من تحرير نفسها. وتبدأ هذه العملية مع جودوين، الذي يريد أن يبقيها داخل منزله للدراسة.

ثم يظهر في أحداث الفيلم محام يُدعى دنكان ويديربيرن - يجسد دوره الممثل الامريكي مارك رافالو /56 عاما/ - يقوم باستغلال بيلا، ثم يحررها من المنزل ويأخذها للسفر معه.

وبالنسبة لبيلا، التي يتسم تصورها للامور بأنه غير متحيز، تعتبر بعض طقوس المجتمع ومفاهيمه الأخلاقية، غريبة. وفي وقت لاحق من الفيلم، تحاول العمل كعاهرة وتتعامل مع ذلك بعقل متفتح.

ويظل مفهوم الأحاديث الصغيرة المهذبة لغزا بالنسبة لها. فقبل كل شيء، هي تجعل الرجال المحيطين بها يبدون مثيرين للشفقة وبسيطين ومتملكين.

ويقدم لنا الفيلم نوعا من الحركة النسائية، التي غالبا ما تكون مضحكة جدا، بالاضافة إلى كونها واضحة وشعبية جدا. ويتماشى ذلك - إلى حد كبير - مع روح العصر، مما يجعل هناك مقارنات مع أغاني مثل "باربي"، وهو أمر مفهوم.

وفي أحداث الفيلم، لا يهدف المخرج إلى عرض أشخاص حقيقيين، بل شخصيات مبالغ فيها بطريقة فكاهية، وهي تقنية تسمح له بتسليط الضوء على العادات اليومية التي قد تبدو سخيفة للمشاهد بعد الفيلم.