الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
اقتصاد وبورصة

رئيس اتحاد بنوك مصر يتسعرض أفاق ومستقبل التدقيق الداخلي بالقطاع المصرفي

الأربعاء 22/نوفمبر/2023 - 10:57 ص
المؤتمر
المؤتمر

قال محمد الأتربي رئيس أتحاد بنوك مصر، علي هامش فاعليات منتدي "أفاق ومستقبل التدقيق الداخلي في القطاع المصرفي"، أن المنتدى الذي يتناول بحث آليات وآفاق ومستقبل التدقيق الداخلي بالقطاع المصرفي المصري الذي يعد شريكاً أساسياً في تنفيذ جميع إستراتيجيات الدولة من أجل مستقبلاً أكثر رخاءاً، بالإضافة إلي الحديث عن وظيفة هي من الأهمية بمكان إذ تمثل صمام الأمان في الحفاظ على النظرة العامة والسمعة الجيدة بالقطاع المصرفي المصري هذا القطاع الذي تخطي حجم أصوله لنحو 14 تريليون جنيه بنهاية يوليو 2023 وحجم ودائع عملاءه لنحو 9,6 تريليون جنيه وحجم رؤوس أمواله لنحو 822 مليار جنيه.      

 

وأشار الأتربي، أن الأمر مهم وينجلي أهمية هذا المنتدى في تناول مهام التدقيق الداخلي بالبنوك لما لها من أهمية قصوى فى الحفاظ على النظرة العامة والسمعة الجيدة للبنوك العاملة بالقطاع المصرفي المصري، فضلاً عن انعكاسها على تحقيق مبدأ الشفافية والافصاح وتحقيق فاعلية الإدارة ونظم الرقابة وإدارة المخاطر وبالنهاية تحقيق أهداف البنوك والقطاع المصرفي بأسرة.

 

 وأكد الأتربي، أن هناك تعاظم لأهمية أعمال التدقيق الداخلي بالبنوك  في ظل ما  أسفرت عنه التغيرات التي شهدها المجال الاقتصادي والمالي في السنوات الأخيرة إلى ظهور عدد من العوامل الجديدة التي أثرت على القطاع المصرفي كالتكنولوجيا والمنافسة الحادة التي تؤثر على ربحية البنوك، لذا تطلب الأمر الاستجابة السريعة داخل وحدات القطاع المصرفي، بما في ذلك مجالس إدارات البنوك والإدارات التنفيذية ووحدات الأعمال والعمليات وإدارات المخاطر... وبإعتباره خط الدفاع الثالث يلعب "التدقيق الداخلي بالبنوك" دورًا حاسماً في مساعدة لجنة التدقيق والإدارة التنفيذية على تقييم العمليات التي تتم داخل البنوك من خلال مراجعتها والتحقق من سلامتها بما يمكن إدارة البنك من تتبع المخاطر بشكل دقيق، وكذلك مراجعة اختبار مرونة البنوك والضوابط المطبقة بها من جانب، ومن جانب أخر يساعد رؤساء التدقيق الداخلي على وجه الخصوص في تزويد مجلس الإدارة بمنظور مستقل يمكن أن يكون محوريًا في أوقات الأزمات من خلال تقارير المراجعة الدورية .

 

وأشار الأتربي في كلمتة ، من هنا أصبحت وظيفة التدقيق الداخلي شريكاً استراتيجياً للمؤسسة ولتحقق تلك الغاية    يتعين توافر قنوات اتصال فعالة ومباشرة مع الإدارة العليا ولجنة التدقيق ومجلس الإدارة وذلك لضمان الاستقلالية ودعم نتائج التدقيق واستيفاء خطط الإجراءات التصحيحية المتفق عليها مع كافة الوحدات المعنية بالمؤسسة، مشيراً إلي أنه أستدعى إنتباهنا جميعاً عنوان المنتدى "آفاق ومستقبل التدقيق الداخلي بالبنوك" متسائلين ما هي تلك الآفاق والمستقبل المنتظر ، مؤكداً على رحابة الأفق والمستقبل أمام أعمال التدقيق الداخلي بالقطاع المصرفي المصري وبخاصة في ضوء عدد من التوصيات المتضمنة القيام بإجراءات فورية يتوجب على رؤساء التدقيق الداخلي والفرق التابعة لهم اتخاذها على وجه السرعة واعتبارها ذات أولوية قصوى في ظل التقلبات والمتغيرات الحادة التي تشهدها دول العالم بأسرها.

 

 

ولخص رئيس اتحاد بنوك مصر، أن فرق التدقيق الداخلي قامت  بمراجعة والتحقق من الإجراءات والخطط التي وضعها البنك لمراقبة التأثيرات المتعلقة بالمخاطر التي تمثل ضغطاً على مؤشرات السلامة المالية بالبنوك بشكل مستقل، ويعد ذلك أمراً قابل للتطبيق بسهولة في ظل تمتع وظائف التدقيق الداخلي بمكانه جيدة لربط نقاط الخطر داخل المؤسسة بعضها ببعض واتخاذ وجهة نظر مستقلة حول التأثير المحتمل لتلك الضغوط، ومدي قدرة البنك على إدارة المخاطر الناجمة عنها، وقامت فرق التدقيق الداخلي بالبنوك بالتحقق من أن الافتراضات المتعلقة بإدارة مخاطر السيولة ومعدلات الفائدة في البنوك قد شملت كافة العوامل والمتغيرات السائدة على الساحة المصرفية سواء محلياً أو دولياً، وعلى وجه الخصوص يجب على فرق التدقيق الداخلي مراجعة التقييم للأفتراضات المحتملة والمتعلقة بتأثيرات الخدمات المصرفية الرقمية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وكلاهما يمكن أن يساهم في الإسراع بمعدل تحويلات الودائع في فترات التوتر، أيضًا ينبغي على فرق التدقيق الداخلي مراجعة التقييم المتعلق بخطط الطوارئ التي تتناول طرق إدارة السيولة ورأس المال الخاص بالبنوك.

 

وأشار الأتربي، أنه ينبغي على إدارات التدقيق الداخلي الآن وأكثر من أي وقت مضي... القيام بمراجعة نتائج التحليل للمخاطر الناشئة على أختلاف طبيعتها، من خلال إجراء اتصالات أكثر تواتراً مع لجان الحوكمة، ومجالس الإدارات (بما في ذلك الجلسات التنفيذية) وبخاصة في ضوء التطورات الحادة التي يشهدها السوق بشكل عام، إضافة إلي وجود عدد من المجالات التي يمكن لفرق التدقيق الداخلي بالبنوك تقديم الدعم بها لعل أهمها، العمل على التحقق من مدي فعالية السيناريوهات الموضوعة والمتعلقة بالميزانية العمومية مع تقديم تقرير للإدارة لبيان مدي التحقق والتأكد من أنها تعكس البيئة الحالية، بما في ذلك ...التأثيرات المحتملة لحالة عدم الاستقرار التي نشهدها بالمنطقة والتي تؤثر علينا تأثير بالغاً... كذلك السرعة المتزايدة لحركة الأموال عبر القنوات المصرفية الرقمية... وتأثير الآراء المختلفة والإشاعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك من خلال اتباع نهج أكثر مرونة وفاعلية يتماشي مع سرعة الاحداث المتلاحقة محلياً ودولياً فيما يعرف بمصطلح .(Agile Audit)

 

وأضاف الأتربي، يمكن لفرق التدقيق الداخلي أن تلعب دوراً هاماً في مراجعة نسب السيولة ونسب كفاية رأس المال ومدي كفايتهما وتحديد ما إذا كانت السيولة ورأس المال بإمكانهما تحمل صدمات سلبية أم لا، بالإضافة إلي دعم أعمال الاستدامة من خلال تحديث خطط وبرامج المراجعة لتشمل الجوانب البيئية والاجتماعية (ESG) وبرامج التمويل الأخضر “Green Finance” وهنا نوصي بضرورة رفع الوعي ببرامج وآليات التمويل الأخضر والتمويل المستدام لتحديث خطط المراجعة لتشمل تلك الجوانب. 

 

وأكد الأتربي، أن التحول الرقمي في الأنشطة المصرفية في ظل المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة في بيئة العمل المصرفي، والتي أظهرت الحاجة لأهمية إستخدام المراجع الداخلي لتقنيات وأساليب الذكاء الاصطناعي لآداء عمله بكفاءة وفاعلية، وإعادة صياغة دورة في ظل هذه المتغيرات، حيث أن الذكاء الاصطناعي يساعد بشكل كبير في تحسين جودة نظم المراجعة الداخلية والتقليل من مخاطر التدقيق الداخلي، مؤكداً علي وجود تحديات مغايرة أخري يواجهها العالم بأسره حالياً والمتعلقة بمخاطر الاستدامة وتغير المناخ، وهنا يتعاظم دور نشاط التدقيق الداخلي في مساندة البنوك للتصدي لمخاطر الاستدامة البيئية والمجتمعية والحوكمة داخل وخارج المؤسسات المختلفة، منوهاً بأن من التحديات الوشيكة أيضا تعديل الإطار الدولي لمهنة التدقيق الداخلي بنهاية عام 2023 وبداية عام 2024 وما يترتب عليه تعديل في المعايير الدولية ومناهج التطبيق وهنا يتضح أهمية تدريب كافة العاملين بإدارات التدقيق الداخلي لفهم واستيعاب تلك التعديلات وضمان التوافق معها بهدف إعطاء قيمة مضافة للمؤسسة ومساعدة مجلس الإدارة والادارة العليا في اتخاذ القرارات السليمة وتحقيق أفضل النتائج المرجوة، مضيفاً أن إتحاد بنوك مصر -كان له السبق في دعم توجيهات البنك المركزى المصري بضرورة تنفيذ التشريعات التي تضمن شمول تقرير مراقبي الحسابات تقييماً شاملاً لمدي كفاية نظام الرقابة الداخلية في البنوك بجميع مستوياتها وعدم إقتصارها على القوائم المالية فقط إسترشاداً بالإطار العام الذي صدر حينها عن لجنة، بالإضافة إلي  تطوير نظم الرقابة الداخلية بالبنوك فقد تمت موافقة المجلس على تشكيل لجنة دائمة بالاتحاد من مسئولي المراجعة الداخلية والرقابة بالبنوك... وقد قامت اللجنة بمناقشة الإطار العام للرقابة الداخلية “Internal Control Integrated Framework” والذي صدر عام  2013 عن لجنة COSO)) بحضور عدد من أهم وأرفع مراقبي الحسابات العاملين بمصر، وذلك في ضوء تعليمات البنك المركزي المصري الصادرة في هذا الشأن، وكان هدف اتحاد بنوك مصر  حينذلك إيجاد تنسيق مشترك بشأن متطلبات البنك المركزي المصري لتنفيذ التعليمات وفقاً للإطار العام للرقابة الداخلية الصادر من (COSO)، وكذا تحديد الأدوار والمسئوليات الرئيسية الخاصة بالتطبيق حتى لا تحدث اختلافات في الرؤي بين البنوك ومراقبي الحسابات، وقد وجه مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر لأهمية الاتفاق على توحيد نطاق التقرير السنوي عن الرقابة الداخلية وفقاً لإطار (COSO) نظراً لأهميته البالغة في تقييم كفاية وفاعلية نظام الرقابة الداخلية بالبنوك، مع الالتزام بتطبيق تعليمات المعيار الدولي للتقارير المالية "IFRS9"